دور المنتظرين
لذلك أيها الأحباب زمن الإنتظار لن يطول طويلاً، دونه بلاءات كثيرة ودونه فتنة تديرها شياطين البشر، وهم يعرفون وهي حرب عقائدية، يُفسدون ينشرون الشذوذ والإلحاد والفساد والإرهاب والقتل والأمراض، يدمّرون هذا الكوكب الذي يئنّ يبيدون كائناته، ولكنّ الله جلَّ في علاه غالب على أمره وسوف يُظهر أمره.
إن كنت تسمع هذا الكلام وتعيه وتوقن به، فإنك ستنظر لنفسك نظرتين: نظرتك الناسوتية إلى العصا وما تعلم من مسيرتها وهي على الأرض تخطّ، فكم مسَّت من شيء سيء وكم مسَّت من شيء جيد، تحتاج إلى تطهير. ولكن الذي لا تراه هي الأفعى المقيمة داخل العصا، هو سر اللاهوت الذي في قلبك، ذلك الذي يأتيك بأصوات: تُب إلى الله، قُم واذكر الله، صلَّ على رسول الله، أحبَّ الله، يُلقي في قلبك الرأفة بخلق الله، بأتيك بتلك الدمعة، يأتيك بتلك السجدة، يأتيك بتلك الرأفة، ذلك الصوت الذي يأتي إلى قلب الأم لترأف بوليدها، إلى قلب الأب ليرأف بإبنه، ذلك الصوت الذي يأتي إلى قلب المولود ليرأف بوالده، ذلك الصوت الذي يأتي إلى قلوب الخيّرين ليفعلوا الخير ويزدادوا خيرا، ذلك الصوت الذي هو صوت رباني لأنّ الله يحول بين المرء وقلبه.. وعليه، فالله قريب من كل قلب، فكما يحول فإنّ سره إلى كل قلب طيب يؤول ولا يزول، وذلك من نور وسرّ ربنا سبحانه وتعالى الذي يُحيّر العقول، وذلك من مجالي ومقامات سيدنا الإمام الرسول، وآل بيته ولا سيما مولاتي البتول، التي انتقلت إلى ربها بـدمعة حزن ودمعة بُشرى، اللهم صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبينها والسر المستودع فيها، والمهدي هو السر المستودع فيها.
ولذلك المنتظرون عليهم واجبات: تبشير الناس بهذا السر وهذا النور،
لذلك المنتظر عليه أن ينتظر ولكن بالعمل: رَقِّ نفسك، رقِّ قلبك، درّب جسمك إن استطعت، إقرأ جيداً، إملأ قلبك حباً لا كراهيةً، دعك من الصراعات المذهبية ستنتهي كل المذاهب وكل الأديان إلا "لا إله إلا الله محمد رسول الله" على معناها المحمدي النقي الأصيل الذي لم يَشُبه شوبٌ والذي ليس فيه دَسُّ داسِّ ولا وضع واضع ولا تلاعب إسرائيليات ولا تلاعب حكام ظالمين ولا خيانات ولا تآمرات ولا شيء من ذلك، على الِمحَجة البيضاء المحمدية الحقيقية العلوية الربانية الرحمانية الحقيقية، "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، وهذه ولاية علي تتمّ بأمر الله بالمهدي الذي يقول "إنه أبي" وكذا يقول "إنه أخي"، فهما في عالم الروح من شجرة واحدة كالتوأم وهما في شجرة الدنيا هذا من نسل ذاك، وهذا سرٌ آخر.
المُنتظر عليه أن لا ينتظر جالساً في بيته، كل نجاح تحققه في حياتك هو إنجاح لهذا المشروع الرباني، كل تفطّن لمؤامرات شياطين البشر هو نجاح لهذا المشروع الرباني، كل صلاة تصلّيها على رسول الله هو نجاح لهذا المشروع الرباني، كل ذكر تذكره لله، كل صلاة فجر هي ضربٌ للشيطان وضربٌ لأعداء الإنسان، كلما جلست متوسلاً الله أن يلطف بالناس، ويكون مثلك كأمثلة الصالحين كمثال معروف الكرخي عندما رأى تلاميذه مجموعة من الشباب يسكرون ويرقصون ويضحكون قرب دجلة فقالوا "يا شيخ اُدعُ عليهم" قال: "اللهم كما أسعدتهم في الدنيا أسعدهم في الآخرة" فقالوا "سألناك أن تدعو عليهم فإذا أنت تدعو لهم" قال: "إذا أسعدهم في الآخرة أصلحهم في الدنيا ولم يضركم من ذلك شيء"، فسمع الشباب بذلك فأتوا وتابوا على يديه. فلنكن بهذا المثال بهذا النموذج.
لا تنظروا إلى الذنوب وانظروا إلى القلوب، وكذا قالت الروح الخضراء لهذا القلب:
"أنتم تنظرون بأعين الذنوب ونحن ننظر بأعين القلوب"
"الناظر بعين القلب سالب والناظر بعين الذنب مسلوب، الناظر بعين القلب حاجب والناظر بعين الذنب محجوب"
إنّ الله يغفر الذنوب لمن أراد ولو أتيته بقرابها خطايا "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، ولو أتاني بقراب الأرض خطايا لأتيتهُ بقرابها مغفرة".
عليكم أن تتصلوا بسلاسل النور الربانية المحمدية، بسلاسل أهل البيت الفوق مذهبية، إذا قلنا آل البيت لا تَصِفوا ذلك مذهبياً، ومن أبى واستكبر فهو مريض قلب لا تسمعوا له ولا تسمعوا منه، واحذروا أدعياء المهدوية.
المهدي كائن غامض مطلسم
#الشيخ_الدكتور_مازن_الشريف #المنارة_المحمدية #على_المحمدية_البيضاء