قلنا أن الكبير في الناس هو الأعلم والأحكم والأخبر والأوسع خبرة، وصاحب نظرة ثاقبة في الأمور، فذلك هو الكبير في الناس. إذا رفعنا الأمر لله (ولله المثل الأعلى):
هو الكبير الذي يستمع لكلامه وينصت، ثم يقبل كلامه ولا ينازع ويسلم له، ثم يؤخذ كلامه بقوة في العمل به وفي متابعته، فالعلي الكبير هو الله عز وجل.
هو العلي الكبير الذي يؤخذ شرعه، ويقبل بلا منازعة، وبتسليم ويؤخذ بقوة للعمل به، لأن الطو/اغيت في الأرض سيشرعون من دون الله، كل دولة لها طو/اغيتها لها أكابرها كلهم يشرعون، لكن الشرع الحق هو شرع ربنا عز وجل.
إن الله هو الكبير الذي إذا تكلم ارتجفت السماوات وارتعدت وارتعشت من خوف الله تعالى، وعندما يعلم الملائكة ذلك أن الله يتكلم صعقوا وخروا إليه سجداً، فلم يستطيعوا أن يستوعبوا ماذا قال، لم يستطيعوا أن يفهموا قوله، عندما يسمعون في المرة الأولى، فإذا افاقوا قالوا ﴿قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ٢٣﴾ فكيف حالك مع كلام العلي الكبير ؟
(عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) متعالي عن ماذا ؟
يتعالى عن الجهل، يتعالى عن الضلال، يتعالى عن النسيان، يتعالى عن ظلم العباد، يتعالى أن يصدر عنه شيء غلط حاشا لله .
فمن كان هذا صفته أولى أن يسلم له، ويزعن لأمره، وينقاد له بلا كبر، ويؤخذ كلامه بقوة لأنه حق مئة بالمئة عن يقين، ما في خطأ أبداً حاشا لله عز وجل حاشا لله كيف يخطئ وهو المتعال .
فتأمل المتعال وتنبه لمسألة العلم واقترانها بالكبير،
الكبير من أخطر الاسماء الذي يعترض على أمر الله ويقول لا كما فعل إبليس طرد من رحمته، ومن يعترض على رسالته فلم يقبلها ؟
حكم العلي الكبير الخلود في النار، أن يخلد في نار جهنم والعياذ بالله،
لما جاء موسى عليه السلام لفرعون ماذا قال له قومه?
(قالوا جئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه أباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين).
يقولون يا موسى أتيت حتى يكون الشرع شرعك ؟
أي تكون شريعتك هي التي تطبق وواجب علينا أن نعمل بها ؟
(وتكون لكما لكبرياء) السلطان والملك والعظمة والسيادة ونكون عبيد نسمع ونطيع ؟
فموسى جاء ليأخذ سلطان الأمر والنهي التشريع لله لأن الله هو العلي الكبير وهو الكبير المتعالي.