ورد الكبير في القرآن في ستة مواضع، منها خمسة (العلي الكبير)، وواحد منها (الكبير المتعال).
أما المعنى اللغوي: فهو الكِبَرُ خلاف الصِغَر، وعليه تَنْبَنِي المعاني اللغوية والاشتقاقات، لكن أنه خلاف الصغر هذا هو المعنى الذي يجمعها جميعاً.
لا تسأل: لماذا أذل الله المسلمين على هذا النحو، وجعلهم تحت نعال العالم الآن، والكل يتسلط ويتعنت مع المسلمين، لأن كبيرهم الله عز وجل، أين كلامه ؟ أين شرعه؟ أين أحكامه؟ أين أمره؟ أين نهيه؟ فقط نجده عند بعض الأفراد، لكن كأمم شيء بشع جداً جداً جداً.
الملائكة عندما يقول جبريل ومن معه (قالوا الحق وهو العلي الكبير) الملائكة كلهم يردد هذه الكلمة بعد جبريل؛ لأنهم لم يفهموها في المرة الأولى من الفزع الذي أصابهم؛ لم يثبتوا ولم يستقروا كما قلت فعندما يفهمون يقولون: (قالوا الحق وهو العلي الكبير) لا يكون إلا حقاً، لا يكون إلا عليًّا لا يكون إلا كبيراً؛ صفات ذات، لا يكون إلا كذلك عز وجل، كلٌّ منهم يرددها، فلو نزل هذا الأمر إذا كان من القرآن على جبل (لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) لأنه الكلام كلام العلي الكبير عز وجل .
(إن الله كان علياً كبيرا) فالتي ستترفع على زوجها فالله العلي سبحانه وتعالى قال هنا لا يترفع أحد على أحد، وإن كان الزوج هو الذي يقوم بالضرب ويعمل بجهله ويتعالى ويتكبر على اهله، فاذكر العلي الكبير عز وجل اعلى منك وأكبر منك وأقوى منك على امرأتك.
إذن في الآية تهديد وموعظة عالية جداً، لأن هذه التشريعات الذي أنزلها هو الله عز وجل، فكيف نسير الآن في تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان؟! تشريعات كبراء الكفار، كيف نخضع لها يا عباد الله؟
(فالحكم لله العلي الكبير) يقولو ن هذا في جهنم .. فذوقوا إذن، هذا حكم العلي الكبير سبحانه وتعالى عز وجل. فأنتم لم تقبلوا حكمه في الدنيا فاقبلوا حكمه هنا في جهنم .