جاءت الأطروحة في 528 صفحة، افتتحها الطالب الباحث بملخصٍ جامعٍ في صفحة واحدة-بالعربية والإنجليزي-، يتضمن عنوان الأطروحة، وأهدافها، ومناهج البحث المعتمدة فيها، وأدواتها، وأهم نتائجها وتوصياتها.
وقد وُفق الباحث في استيفاء العناصر اللازم مراعاتها في إنجاز الأطاريح الجامعية، فشطر مادة البحث إلى فصل تمهيدي وبابين كبيرين؛ تضمن الأولُ منهما أربعة فصول، والثاني ثلاثة فصول، ثم خاتمة تحتوي نتائج البحث وتوصياته.
تدور الإشكالية الكبرى للأطروحة حول التساؤل عن القيم المعتمدة في بناء المناهج الدراسية الخاصة ببعض المواد الحاملة للقيم المرحلة الثانوي، في كل من المغرب وتونس ومصر؟ وهل يمكن إعداد منهاج دراسي يعتمد منظومة قيم مبنية وفق نسق منهجي موحد؟
وقد صرح الباحث بهذه الإشكالية المركبة، وأتبعَها بتساؤلات فرعية عديدة، وهي:
ما معايير تحديد القيمة؟
ما معايير تحديد منظومة القيم؟
ما هي منظومة القيم الحاكمة في بناء المناهج الدراسية الخاصة ببعض المواد الحاملة للقيم في مرحلة الثانوي بالمغرب؟
ما هي منظومة القيم الحاكمة في بناء المناهج الدراسية الخاصة ببعض المواد الحاملة للقيم في مرحلة الثانوي بمصر؟
ما هي منظومة القيم الحاكمة في بناء المناهج الدراسية الخاصة ببعض المواد الحاملة للقيم في مرحلة الثانوي بتونس؟
ما الفروق الدالة بين هذه المنظومات؟
 كيف يمكن بناء أنموذج منهاج دراسي وفق منظومة قيم موحدة؟
وللبحث فروضٌ علمية تتوافق مع سؤالاته الجزئية السابقة في العدد والموضوع، وأهدافٌ كثيرة واضحة؛ تدور في مجملها حول دراسة منظومة القيم في المناهج الدراسية لمرحلة الثانوي، خاصة مواد (التربية الإسلامية، والاجتماعيات، والفلسفة)، لكل من المغرب وتونس ومصر، واقتراح منهاج دراسي وفق منظومة متكاملة للقيم.
وقد فرع الباحث عن هذا الهدف العام أربعة أهداف جزئية، وهي:
التأسيس النظري لمفهوم القيم والمنظومة وتحديد معايرهما.
التعرف على منظومة القيم المعتمدة لبناء المناهج الدراسية في مرحلة الثانوي لكل من المغرب، وتونس، ومصر.
 القيام بالدراسة المقارنة بين هذه المنظومات.
وضع تصور مقترح لمنهاج دراسي وفق منظومة القيم
ولتحقيق هذا الأهداف وظف الطالب الباحث جملةً من المناهج البحثية المناسبة؛ وخاصة: المنهج الإحصائي، والمنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن.
ولأجل صياغة مكونات هذه الأطروحة في بناء علمي متسلسل، يخدم بعضه بعضا، وضع الباحث خطةً بحثيةً محكمةً لبحثه؛ انتظم عقدُها في: فصل تمهيدي، وسبعة فصول [وزعها على بابين]، وخاتمة.
أما الفصل التمهيدي فصاغه في شكل إطار منهجي للبحث، ضمنه مقدمة مختصرة، ودواعي اختيار الموضوع، والدراسات السابقة فيه، وأهدافه، وأهمية الدراسة، ثم إشكالاتها وفرضياتها، مع بيان المناهج المعتمدة، ثم حدود البحث ومفاهيمه الأساسية.
وجعل الباب الأول: إطارًا نظريا للدراسة، قسمه إلى أربعة فصول: عالج في الفصل الأول طبيعة مفهوم المنظومة من الناحية اللغوية والاصطلاحية، وأهدافها وخصائصها، ثم حدد معايير بناء المنظومة. وخصص الفصل الثاني لدراسة مفهوم القيم، وما اتصل به من خصائص، وتصنيفات، ووظائف، ومحددات اكتساب القيم، ومراحل تكوينها، وأهم النظريات المفسرة لها، ومرجعياتها، مع ذكر نماذج من منظومات القيم في الفكر التربوي. أما الفصل الثالث: فقد تحدث فيه عن مفهوم المنهاج من الناحية اللغوية والاصطلاحية، والمصطلحات القريبة منه، والسياق التاريخي لتطور المنهاج، وأسسه، وعناصره، وخصائصه، والأسباب الداعية إلى تطوير المناهج. وفي الفصل الرابع: عالج قضية إدماج القيم في المناهج الدراسية عبر بيان المقومات الأساسية والمنطلقات المركزية لإدماج القيم في المناهج الدراسية، ومراحل صياغة المنهاج في ضوء القيم، وعلاقة القيم بمختلف المواد الدراسية.
أما الباب الثاني: فقد تناول فيه الجانب التطبيقي لأطروحة، وقد قسمه إلى ثلاث فصول: تناول في الأول: طرق تحديد الإجراءات المنهجية للبحث، وبعد ذلك قام باستخراج منظومة القيم الواردة في مختلف الوثائق الرسمية المؤطرة للمنظومة التربوية، لكل من المغرب، وتونس، ومصر. وعرض في الفصل الثاني: جملة من النتائج المتوصل إليها بعد تفريغ شبكة معايير استخراج القيم المعتمدة، مع حرصه على مناقشة ومقارنة نتائج منظومة القيم الواردة في الوثائق الرسمية لكل من المغرب وتونس ومصر، وعرض خلاصة النتائج والاستنتاجات المتوصل إليها، وتحديد منظومة القيم الحاكمة في الدول التي قام بدراستها. وخصص الفصل الثالث لتقديم تصور مقترح لمنهاج عام وفق مدخل التربية على القيم، بين فيه أهمية المنهاج ومسوغات تطويره، ووظيفته، وأهم أهدافه، وأسسه، ومكوناته، وخصائصه، ومعايير بناء المنهاج ومرجعياته، وختم الفصل بشبكة مصفوف القيم المراد إدماجها في المنهاج العام، مع بيان أبعاد كل قيمة ومؤشراتها.
وفي خاتمة البحث عرض الباحث أهم النتائج والتوصيات التي أسفرت عنها أعمال الأطروحة.
مِن مداخل القوة العلمية لهذه الأطروحة:
امتلاكُ الباحث لغة سليمة، وأسلوبا تعبيريا مكينا؛ خاليا -في الأغلب من الأخطاء اللغوية بجميع أنواعها؛ النحوية والصرفية والإملائية...إلخ
-تكثيرُهُ للمصادر والمراجع العلمية، وتنويعُهُ إياها؛ بما فيها مِن الكتب والدراسات والأبحاث المتخصصة، عربية وأجنبية.
-تنويعُهُ للمناهج العلمية المناسبة لطبيعة القضايا المدروسة..
-اعتناؤه الكبير بإثارة قضايا التكامل لمعرفي، وحسن توظيفه إياها.
-حسن إعماله للدعامات البيداغوجية ولأساليب الإحصائية المساعدة على بيان منظومة القيم المعتمدة في البدان المدروسة، وكيفية تطويرها، مع الشرح والبيان...
-اعتناؤه بتجميع خلاصات بحثه، واستنتاجاته، وتوصياته، وتضمينه إياها في خاتمة البحث