مناقشة أطروحة دكتوراه في أصول الفقه ... كان الباحث موفقا في إثارة إشكالية أطروحته التي تدور حول الاختلالات التي علقت بالدرس الأصولي تأليفا، وتدريسا، وتأثيراتها السيكولوجية، والمعرفية، والبيداغوجية على المتعلِّمين.
وللبحث أهداف كثيرة واضحة؛ يمكن تقسيمها إلى قسمين:
هدف تربوي عام: وهو بناء رؤية تربوية للدرس الأصولي انطلاقا من تفقد وتدارس تراثه الزاخر.
وأهداف تربوية خاصة: تتجلى في إعادة الاعتبار إلى الجانبين؛ الكيفي، والوظيفي في الدرس الأصولي، والاجتهاد في الانعتاق من التبعية التربوية الكلية للنظريات البيداغوجية المستوردة من ثقافات أجنبية، ومعاودة النظر فيها وفق مسلك السير والتقسيم؛ جلبا للمنافع، ودفعا للمضار.
ولتحقيق هذا الأهداف وظف الطالب الباحث جملةً من المناهج البحثية؛ وخاصة: المنهج الاستقرائي، والمنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن، والمنهج النقدي.
خطة البحث
وضع الباحث خطةً بحثيةً محكمةً لبحثه؛ انتظم عقدُها في: مقدمةٍ، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
جاءت المقدمة مستوعبةً لعناصرها اللازمة؛ فتضمنت أهمية البحث، وبيان مفردات عنوانه، وحدوده، وأهميته، وإشكالاته، وأهدافه، وفرضياته، ومنهج دراسته، وبعض الدراسات السابقة فيه، ثم خطة تناوله.
وقد مهد الباحث لصلب موضوع أطروحته بمدخل منهجي؛ تحدث فيه بنوع من الإطناب عن دواعي تجديد المنهج الأصولي، ومسالك النظر في بناء رؤية تربوية لعلم أصول الفقه.
وعقد الباب الأول لبيان مقاصد تأسيس علم أصول الفقه، وخصائص مناهج التأليف فيه، فناقش النظر الفقهي في المعرفة الأصولية، ومقاصد التحصيل العلمي. كما تدارس مناهج التأليف في الدرس الأصولي؛ من حيث أنواعها، وأهدافها، ومحتوياتها.
وخصص الباب الثاني للحديث في مسالك البناء المعرفي عند الأصوليين، ومنطق الترتيب في الدرس الأصولي؛ فناقش فيه قضايا مهمة، منها: الترتيب عند الأصوليين وأثره في التحصيل العلمي، وإشكالية التداخل المعرفي في الدرس الأصولي، وبيان مستنداته ووظيفته، ثم سؤال منهج البناء المعرفي، وبيان مسالكه، وأثره في النظر التربوي لعلم أصول الفقه.
وفي الباب الثالث -وهو قطب رحى الأطروحة- أدرا الباحثُ الحديثَ حول معالم الرؤية التربوية لتدريس أصول الفقه؛ من حيث أصولها النظرية، ومسالكها العملية، ومداخلها الديداكتيكية.
ثم ختم البحث بعرض أهم النتائج والتوصيات.