الجهم بن صفوان وعقيدته الفاسدة
************************************************
ما بكم صامتون؟
ها هو ابن حنبل أمامكم
ناظروه
بل غايتنا أن ننصحه ونعيده إلى الصواب
فانصحوه إذا، وأعيدوه إلى الصواب الذي أعماه الشيطان عن رؤيته
هؤلاء لا علم لهم إلا اتباع الظن
إنهم يرددون كلام عدو الله الجهم
الجهم؟ ومن الجهم هذا؟
هو الجهم بن صفوان
كان من أهل خرسان من أهل ترمذ
وقد كان صاحب جدال وخصومات
نعم، كان ذكيا ولكنه ظل الطريق
يا أحمد
إن الجهم بن صفوان يستدل على عقيدته بآيات من القرآن الكريم
نعم الجهم بنى أصل كلامه على بعض الآيات
ولكنه فهمها وفق عقله القاصر
وليس كما فهمها الصحابة الذين أنزل القرآن عليهم
الجهم بن صفوان، تأول القرآن على غير تأويله، وتتبع المتشابه
وكذب بأحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا كلام عظيم
أصبت، من زعم أن المسلم الذي يصف الله بما وصف به نفسه كان كافرا كما يقول الجهم
لا شك بأنه قول عظيم
ولماذا تنكر على الجهم استدلاله بالقرآن الكريم في قوله تعالى ليس كمثله شيء
أنا لا أنكر عليه استدلاله، إنما أنكر عليه فهمه
فضلا يا أبا عبد الله، أخبرنا بما يفسر الجهم هذه الآية
يقول ليس كمثله شيء من الأشياء
ولا يكون في مكان دون مكان
ولا يتكلم
ولا ينظر إليه أحد، لا في الدنيا ولا في الآخرة
ولا يوصف، ولا يعرف بصفة ولا بفعل
وليس له نواحي، ولا جوانب
ولا له غاية، ولا له منتهى، ولا يدرك بعقل
ولا له يمين، ولا شمال، وليس له أعلى ولا أسفل، وهو ليس معلوم
ماهذا؟ لم أفهم شيئا
ولن تفهم شيئا، لأنه لا يصف الله، بل يصف معدوما
أوتنكر يا أحمد أن رجال من أصحاب أبي حنيفة اتبعوا قول الجهم؟
لا أنكر ذلك أبدا، ولكن الجهم هذا أضل بكلامه خلقا كثيرا
ولكننا نحن لا نعرف ميزانا إلا القرآن والسنة
ولا نعرف الحق بالرجال، إنما نعرف الرجال بالحق
#الشافعي
#هارون_الرشيد
#اللغة_العربية_الفصحى