في رثاء أمي غزالة بنت ناصر الكندي - عائشة السيفي

وما دفنتُم غداةَ البينِ أضلعها … لكنْ دفنتُم فؤاداً عاشَ يفدِيها
‏‎فكيفَ هان بأن تحثُوا الترابَ على … وجهٍ إذا جفَّتِ، الأحلامُ يسقِيها
‏‎ومنْ إذا بردتْ في الليلِ آنسها … وهل لحافٌ إذَا احتاجتْ، يغطّيها
‏‎فلا تقولوا لقدْ ماتت فإنّ لها … بنتاً إذا سجَدتْ للهِ تحيُيها
‏‎وما ركعتُ سوى والدمعُ يسبقني … وما رفعتُ يداً إلا أنادِيها
‏‎كأنهم إذ مضوا لم يحملوا جسداً … لكنْ سماءً بحجمِ الكونِ تبكيها
‏‎هنالكَ ابيضَّ هذا القلب من كمَدٍ … وهزّتِ الأرضُ من تحتيْ أقاصيها
‏‎وما أغسِّلُ أميْ وهْيَ نائمةٌ … لكنْ أغسّل قلبيْ إذ يُوارِيها
‏‎خذوا دموعيْ تبلّ الأرضَ أسفَلها … لعلّ صوتيْ إذا أمسَتْ يُناجِيها
‏‎فكيفَ أكتبُ شعراً يا إلهُ وما … من معجمٍ في لغاتِ الفقدِ يكفيها
‏‎إنّي لأخجلُ أن أرثي وفادَتها … فكيفَ من وفدتْ للهِ أرثِيها؟
‏‎لكنّ شوقي لها يا ربّ أعجزنيْ … شوقي لهَا شوقُ أرضٍ ماتَ ساقِيها
‏‎ويا إلهي وقد حملتني وجعَ الـ… ـفقدان خففْ على روحيْ تجَافِيها
‏‎وامسحْ على القلبِ واجبر كسرهُ فبهِ … صمّ الجبَال، وقدْ دكّتْ روَاسِيها
‏‎على رحيلٍ كأميْ تُكسَرُ امرأةٌ … مثليْ وما كسرتْ يوماً، صوَارِيها
‏‎أُعبِّدُ الأرض لا ألوي على بلدٍ … إلا ودانتْ على كفي معاليها
‏‎فما كُسِرْتُ سوى مذ أنزلوا جسداً … قدْ كانَ للروحِ وَاقيهَا وحَامِيها
‏‎وإن حضنا لأمِّي عزَّ مطلبهُ … أغلى عليَّ من الدنيا وما فيها
‏‎فما تساويْ كنوز الأرضِ أجمعهَا … ظفراً ولا بشرٌ منّا يجاريها
‏‎لفقدِ أمّي أرى للموتِ منزلةً … وما سوى الشّعر يُبقيني لأبكِيها
‏‎فبللوا قبرها بالدمع وادخروا … لي عند أرجلِها قبراً يُسلّيها
‏‎*عائشة السيفي*
#شعر في رثاء #أمي #غزالة_بنت_ناصر_الكندية
شهرٌ مرّ على رحيلها.. فاللهم ارحمها رحمةً يتعجب منها أهل السماوات والأرض

Пікірлер: 5

  • @ashwaqali7542
    @ashwaqali75423 ай бұрын

    شوق أرض مات ساقيها 💔 الله يرحمك ويجبر قلبي يا نور عيوني

  • @user-ls8kr8zh7m
    @user-ls8kr8zh7m2 ай бұрын

    نسأل الله لها الرحمة والغفران ،،، لا فض فوك يالأميره

  • @user-qk5ks5by7o
    @user-qk5ks5by7o3 ай бұрын

    عظم الله أجرك إنا لله وأنا إليه راجعون

  • @user-ox2ji4rz7e
    @user-ox2ji4rz7e3 ай бұрын

    والله لو تذهبين وتستري ما بقي من رأسك من الشعر لفرحت به امك اكثر من رثائك

  • @user-jq8gy8td1d
    @user-jq8gy8td1d3 ай бұрын

    كلما عزمت على طرد النيكوتين من رفقتي، بحثت عن قصيدة لك، لتمنح النيكوتين مبررا للعودة. لك أن تتخيلِ … لم يعد الغروب، وذكرى الرحيل، وموت أمي سببا كافيا لأعود نحو مكتبي الحزين وأدخن دون مواجهة مؤلمة مع طعم الهزيمة هكذا هو الحال الآن عائشة، فوجهك شفاعتي لارتكاب الخطيئة التي كانت تكرهها والدتي.

Келесі