لبست وجهي - عائشة السيفي
لبستُ وجهي
وكنتُ أخلعُ منْ وجهيْ ملامِحه
وأسكبُ الحبرَ فيْ وجهيْ الذي انكشفا
وكنتُ أمضي بلا وجهٍ سوى قلقيْ
وكنتُ أكسِرُ رِجليْ خوفَ أن أقفَا
لقدْ تكسّرتِ الأيامُ في كتفيْ
وحمّلتنيْ ذنوبُ الشعرِ ما اقترفَا
لقدْ حملتُ على ضلعيْ قبيلتهم
والدينَ، والعِرْضَ، والأعرافَ والشرفَ
لمْ تتّسعْ لجنونِ البنتِ، قريتُهَا
ولا نخيلاتُهَا إذْ أخفَتِ السعفَا
ولمْ يسعنيْ سوى ربي وحكمتِه
التيْ رأيتُ هُدَاها يوقدُ الصحفَا
أردتُ طيناً يواسيني، فقالَ دمي:
غفَا الطريقُ عن الشعرِ الغريبِ غفا
أنا الفتاةُ، ولكنْ شاخَ فيْ دمِها
هذا الزّمان الذيْ من خوفِهَا نزفَها
كانُوا جموعاً ووحديْ كنتُ مشرعَةً
كهمزةٍ ضيّعتْ عنْ سُورها الألفَا
مَا اسمي؟ أخبّئ أسمائي وأحجبها
كمَا يغطّي فراشُ التربةِ الجيفَ
وكنتُ أقنِعُ صوتِيْ: نمْ على مهلٍ
هذا الظلامُ الذيْ عرّى فمي أزِفَا
وكنتُ أدعو: عسى ألا أعيش غداً
لكيْ أغيبَ إذا وجهيْ غزا الصحفَا
شاختْ كثيراً دمائيْ، كانَ يُنقُصها
سورٌ يظللُ هذا القلبَ إن وجفَا
لكننيْ، أورثَتني الأرضُ حيلَتها
في كلّ منعطفٍ عبّدْتُ منعطَفا
ما جاءتِ امرأةٌ خلفيْ سوى وجدتْ
دلوَ القصيدةِ يُغريهَا لترتشفَا
وما صعدتُ سوى خلفِي النساءُ وقدْ
صعدنَ بيْ درجاً لم يقبلِ السقُفَا
أنا احترفتُ انكسَارَ الظهرِ، صرتُ إذا
وقفتُ أكسرُ رجليْ خوفَ أن أقفَا
لا تسألُوا أمَكم ما الشعرُ، كَان لهَا
فيْ حضرَةِ اللهِ هَجْسَ الصحبِ والكتفَا
عشرونَ عاماً، ووجهيْ جئت أطحنه
بينَ الوجوهِ، كعودٍ نازفٍ شغَفَا
عشرونَ عاماً وهذا الوجهُ ألبِسهُ
فما يضيرُ فماً لو أنّهُ انكشفَا؟
Пікірлер: 7
اتمنى ان اشوف كبار فنانين السعودية يتغنون بهذه الكلمات …
إخترتي طريقآ مرهقآ وصعبآ...أتمنى لكي دوام النجاح ...
رائعة و قوية ❤❤
صح لسانك
متألقه دائما يالأميره
قوية