أثنى الأستاذ الدكتور/ خالد عمر عبد الرحمن، المناقش الداخلي- على رسالة الشيخ كوناتي سيدي فوزي المقدَّمةِ في (مشكلات ابن الحاجب النحوية)، لا سيما الباب المخصص لدراسة المشكلات، وأشاد بجهده فيها، قائلا بأنها تمتاز بجملة من المآثر:
[أولا: لغةُ الباحث رصينةٌ، وتراكيبُه جَزْلةٌ يكسوها بهاءٌ ومَسحةٌ أدبيةٌ، فقد صاغ الباحثُ بحثَه بأسلوب علميٍّ متأدِّبٍ؛ مما أعطاه طراوةً خفَّفَت من وطأة وُعورته، وحُزونةِ دَربِه ومسلكِه.
ثانيا: جودةُ العرض، وبراعةُ السَّبك، وحسنُ السَّبرِ والتقسيم، وجودةُ التفريع، والتسلسلُ المنطقيُّ في التناول.
ثالثا: ثقةُ الباحثِ في نفسه، وظهورُ شخصيته جليَّةً في بحثه، وجسارتُه في مواجهة عويصِ المسائل ودقيقِها، مع عمق المعالجةِ، والصبرِ على التتبُّع بنفَسٍ طويل.
رابعا: كثرةُ المَراجعِ وأصالتُها، وقدرةُ الباحثِ على الغوص في أعماق أعماقِها.
خامسا: براعةُ الخُطَّةِ ورشاقتُها.
سادسا: سلامةُ البحث من الأخطاء النحوية، والصرفية، والهجائية، والطباعية، والترقيمية، إلا ما ندَر.
وفي الجملة: باحثُنا غوَّاصٌ خِرِّيت، استطاع بأسلوبٍ جزلٍ رصين، وسهلٍ قريبٍ، أن يفسِّرَ مبهَمَ كلامِ ابن الحاجب، وأن يوضِّحَ غامضَه، ويفصِّلَ مجمَلَه، ويهذِّبَ شَمُوسَه، ويقرِّبَ بعيدَه، ويُدنيَ قطوفه، ويناقشَ قضاياه.
ويكفيه شرفا: أن لقَّبه شيخُنا الأستاذ الدكتور/ فايز دياب بسيبويه إفريقيا].