عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، المعروف بلقب ذو النورين، لأنه تزوج من ابنتي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، رقية ثم أم كلثوم، ولد في مكة عام خمسمائة وستة وسبعين ميلادي. أسلم عثمان في بداية الدعوة الإسلامية على يد أبي بكر الصديق، وكان من أوائل من دخلوا الإسلام، ومعروفًا بحسن أخلاقه وكرمه. تولى الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب في عام ستمائة وأربعة وأربعين ميلادي واستمرت خلافته لمدة اثني عشر عامًا (ستمائة وأربعة وأربعين - ستمائة وستة وخمسين ميلادي). قام عثمان بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، موحدًا القراءة في الأمصار الإسلامية وإرسال نسخ من المصحف إلى مختلف المناطق، مما حافظ على النص القرآني من التحريف والتبديل. في عهده، توسعت الفتوحات الإسلامية لتشمل أجزاء كبيرة من فارس وبلاد الروم وشمال إفريقيا، وقام بإصلاحات إدارية وتنظيمية في الدولة، حيث عين ولاة جددًا وأجرى تعديلات في نظام الحكم، كما عمل على تطوير البحرية الإسلامية وتعزيز قوتها. في نهاية فترة خلافته، نشأت بعض الفتن والاضطرابات، وقُتل عثمان بن عفان على يد مجموعة من الثوار في بيته بالمدينة المنورة في عام ستمائة وستة وخمسين ميلادي، وهو صائم ويقرأ القرآن، وكانت هذه الأحداث بداية الفتنة الكبرى التي أثرت على وحدة المسلمين. يُذكر عثمان بن عفان بحكمته وكرمه وصبره، وترك إرثًا عظيمًا في جمع القرآن الكريم وتوحيد الأمة الإسلامية.
#عثمان_بن_عفان #الخلفاء_الراشدين #تاريخ_الإسلام #السيرة_النبوية #الخلافة_الراشدة