قسمة أيها الآب السماوي - الصوم الكبير ... القس بقطر نسيم

Музыка

أيها الآب السماوي، الله أبونا وسيدنا القادر على كل شيء، الذي أحبنا نحن البشر، ومن فيض حبه أرسل ابنه الوحيد إلى العالم، متجسدًا من الروح القدس ومن مريم العذراء، ليخلصنا من عبودية الجحيم ومن العقوبة الأبدية، المحكوم بها بالعدل، على جنس البشر.
أيها الابن الوحيد، كلمة الله الآب، الذي اتخذ جسدا واتحد به، ورسم لنا بشخصه طريق الكمال، والقداسة، التي بدونها لن يرى أحد الرب، أيها المسيح إلهنا، الذي فدانا بدمه وعلمنا مراسم العبادة الصادقة، المقبولة عند الله، ذبيحة مرضية، بالعقل والقلب وطهارة الروح والفكر والجسم.
أيها الرب مخلصنا وفادينا وملكنا، أنت الذي علمتنا ذبيحة العطاء وأعمال الرحمة والصدقة بالفقراء وقال: ”بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر ف بي فعلتم".
أيها الرب الذي علم تلاميذه القديسين الصلاة الربانية وأوصى الجميع قائلاً: ” اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى للحياة الأبدية“، هذا هو خبز الحياة الحقيقى ليأكل منه الإنسان فلا يموت، وقال: ” أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء، من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أعطيه أنا هو جسدى الذي أبذله من أجل حياة العالم، الحق الحق أقول لكم: ما لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه لا تكون لكم حياة في أنفسكم، من يأكل جسدي ويشرب دمى فله الحياة الأبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدى هو مأكل حقً ، ودمى هو مشرب حق، من يأكل جسدى ويشرب دمي يثبت في وأنا أيضًا فيه.
يا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، يا من صام عنا أربعين يومًا وأربعين ليلة بسر لا ينطق به، وعلمنا أننا بالصوم والامتناع عن طعام الجسد، نضبط الشهوات و الحواس و نرفع العقل و القلب و الروح لكى نستطيع أن ندرك مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعلو والعمق، وأن نعرف محبة المسيح التي تفوق كل معرفة لكى نمتلئ إلى كل ملء الله.
يا من قبل صوم أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم، الذين صلوا إليه وتذللوا بمسوح الإتضاع، فرحمهم و رفع غضبه عنهم، يا من بالصوم والصلاة تأهل نبيك موسى أن يعاين بهاء الرب على الجبل المقدس، ويتسلم الشريعة والوصايا العشر المكتوبة بإصبع الله
بالصوم والصلاة نجا دانيال من جب الأسود، و تخلص الفتية الثلاثة من أتون النار، وهزم القديسون قوة الشياطين، وقهروا ممالك، وغلبوا أعداءهم الروحيين والجسديين، الخفيين والظاهرين
بالصوم والصلاة انتقل أخنوخ، وارتفع إيليا في العاصفة إلى السماء بمركبة من نار وخيل من نار، وبهما تنبأ الأنبياء ونطقوا بالروح القدس عن مجئ المسيح، قبل مجيئه بأجيال كثيرة، بالصوم والصلاة سلك تلاميذ المسيح ورسله الأطهار، فنالوا موهبة الروح القدس في يوم الخمسين وتكلموا باللغات، وكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، وتلمذوا كثيرين من جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس
بالصوم والصلاة تقوى الشهداء، واحتملوا الآلام من أجل اسم المسيح، فرجموا ونشروا وسجنوا وضربوا، وطرحوا للأسود والحيوانات الضارية، وتهشمت أعضاؤهم، وتحطمت عظامهم وسالت دماؤهم، وأظهروا من البسالة والشجاعة ما أرهب معذبيهم وأذهل مضطهديهم، فبهروا بشدة إيمانهم، ودهشوا لعظم صبرهم
بالصوم والصلاة عاش العباد والنساك والزهاد، متوحدين في عمق البرارى والصحارى، وفي المغارات وشقوق الأرض، وفوق الجبال والتلال، تائهين سائحين محتملين الحر والبرد والعري وضيق العيش، متجردين من القنية، من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح
يا رئيس الحياة، يا من علمتنا أننا بالصوم والصلاة نطرد الشياطين، ونكسر شوكة إبليس، ونطفئ سهامه الملتهبة نارًا، ونهدم حصون الشر، ونغلق أبواب الجحيم، اقبل منا صومنا وصلواتنا عبادة مقبولة أمامك، وامنحنا غفران خطايانا، وهب لنا أن نغلب ميولنا الأرضية ورغباتنا اللحمية وأن نميت حواسنا الجسمانية، فنسلك بالروح ولا نتمم شهوة الجسد، لكي نتأهل لأن نأكل من شجرة الحياة الحقيقة، فنحيا إلى الأبد
واجعلنا مستحقين بقلب طاهر، ونفس مستنيرة، ووجه غير مخزى، ومحبة كاملة، وإيمان بلا رياء، ورجاء ثابت أن نصرخ نحوك أيها الآب القدوس السماوي ونقول
أبـــــــــــانا الذي

Пікірлер: 1

  • @user-ks4qg3iq5y
    @user-ks4qg3iq5y2 ай бұрын

    تعيش وتصلي ربنا يبارك فيك ويبارك حياتك

Келесі