قصة من الادب المغربي .. القصة الكاملة حي ميت - ميت حي للكاتب المغربي محمد محمد برادة ...

القصة
عندما جاءت أختي تناديني للغداء، طلبت منها أن تقول لهم إني نائم لم أفتح عيني وبعد عودتها سمعت أمي تقول في
شفقة: " دعيه يستريح ... مسكين ولدي ..
عقب عليها أبي بسخرية وهو يتعمد أن يوصل كلامه إلى مسمعي "إيه.. مسكين ولدك ؟ .." فاستطردت أمي بلهجتها المشفقة" أصبح المسكين لا يملك الوقت حتى ليجالسنا قليلا .. " لم يقاطعها أبي تركها تكمل كلامها بعفويتها البريئة" بمجرد ما يفيق يرتدي ملابسه بسرعة ويخرج .. وإذا طلبت منه أن ينتظر قليلا حتى أهيئ له لقمة يسد بها بعض الرمق ، ينظر إلى ساعته في قلق، ويجيبني المسكين أنه إذا فعل فسوف يتأخر عن العمل ...
المسكين .. يجهد نفسه في العمل كثيرا ..".
أضاف أبي محاولا التلميح دون أن يتخلى عن اللهجة الساخرة " المسكين !؟ من كثرة ما يحمل، يعود إلى البيت في إعياء شديد .. أنفاسه تتقطع وساقاه لا تكادان تقويان على حمله ؟.."
وسكت لكن أمي أضافت في براءتها المعهودة: "لهفي على كبدي ! .. لقد أصبحت نضارته تذبل أمام عيني يوما بعد يوم وكل مرة أراه فيها ألاحظ أن وجهه أكثر شحوبا من ذي قبل ... يذوب المسكين كالشمعة ولا ينتبه لنفسه.. لقد أصبحت أشعر بالذنب.. أنا طرف فيما وصلت إليه حاله لأنني لم أحاول قط أن أقنعه بالعدول عن الذهاب إلى العمل أو على الأقل .. أنصحه
[06/05, 19:26] A.Z: بالبحث عن عمل آخر أقل إرهاقا .. أرى بهاءه .." و قاطعها أبي مرة أخرى أمرا أختي عودي إلى الخنزير وأيقظيه !.. أو... اجلسي في مكانك .. سأذهب إليه عندما أنتهي من الغذاء ..".
بقدر ما كانت عيناي لا تقويان على الانفتاح و رؤية النور بقدر ما كنت أخشى مواجهة أبي كل الكلام الذي قيل، وكنت أنا موضوعه سمعته يقظة كانت كل حواسي عدا حاسة البصر. وهي وحدها كانت تتحكم في باقي الحواس، كلما حاولت فتح عيني. كانت الغرفة تدور بي وكان قلبي يرتجف وكنت أشعر بغثيان شديد ورغبة كبيرة في التقيؤ...
تركت عيني مغمضتين حتى أستطيع تخيل كل ما يجري في الكواليس أبي لن يتغاضى.. فقد عرف الحقيقة في الفجر عندما عدت إلى البيت تتقاذفني الجدران من شدة السكر من حسن حظي أنا وسوء حظه هو , أنه كان حينها يصلي، أسرعت
بالدخول إلى غرفتي وخلعت حذائي وارتميت فوق الفراش رغم السكر المفرط، كنت أعي ما أفعل وكنت أسمع أبي وهو يسرع في صلاته، فهو سينتشي عندما يستيقظ كل من في البيت على صراخه.. ويضبطوني وأنا لا أقوى على الوقوف من شدة الإنهاك !؟ .. لكن ذلك لم يتسن له.. ربما حصل.. لست ادري... بمجرد ما ارتميت فوق الفراش غادرتني كل تلك اليقظة وغادرتها إلى عالم لم أكن اشعر فيه بشيء مما يدور حولي، ولم أعاود الالتقاء بها إلا مع صراخ أبي أمرا أختي أن توفظ الخنزير - عليه ربما - وأنا لا أقوى على فتح عيني، و بالأحرى تركهما تواجهان عيني أبي كيف ستكون المواجهة ؟ .. وبما سوف أرد عليه إن هو كلمني في الأمر ؟.. التهمة ثابتة ولا مجال للإنكار ... الأحد والفصل صيف، وأبي لن يخرج من البيت قبل أن تغرب الشمس أو توشك على الغروب وأنا لن أرفع الستارة عنى واليوم
[06/05, 19:28] A.Z: ولن أفتح عيني ما دام هو في البيت حتى لو انقشعت عنهما تلك الغمامة الدكناء ...
لم يكن أبي عنيدا كما هو اليوم.. من الأفضل له أن ينام قيلولته في سلام، ويستريح قليلا، كما تعود أن يفعل كلما انتهى من غدائه، فأنا موقن أنني لن أفتح عيني ما دام في هو البيت لكن أبي بمجرد ما أنتهى من الأكل، غسل يديه، وجاء إلى غرفتي.... تجمدت كل أوصالي وشلت حركتي وتوقفت أنفاسي وحده شيطاني حافظ على نشاطه كثف من نشاطه.. ناداني أبي .. أمرني شيطاني ألا أستجيب لندائه .. نعتني أبي بالخنزير و أمرني أن أنهض من مكاني والا حطم أضلاعي.. فأمرني شيطاني أن أستمر كما أنا دون أن تصدر عني أدنى حركة.. فكان جسدي يطبع أوامر شيطاني، ويتمرد على أوامر أبي انقض علي أبي يسحبني من ذراعي بعنف.. طمأنني شيطاني أن أستمر على ما أنا عليه ولا أبالي .. فكل شيء سيمر بسلام فتركت ذراعي تتبع يد أبي التي أمسكت بها .. انتبه أبي لعدم تناسق حركة ذراعي مع باقي جسدي، أرخى الذراع، فسقطت في استرخاء تام رفع يدي بلطف، ثم أرخاها فسقطت هي الأخرى.. قال لي شيطاني إن اللعبة مسلية وشجعني على الاستمرار فيها.. هذه المرة ، لم أكن في حاجة لتشجيعه حتى أستمر في اللعبة كنت مهورا بالنتيجة وكانت بي رغبة أكيدة في الاستمرار حتى لا تتقابل عيناي مع عيني أبي .. لست أدري هل بقي أبي منحنيا أو استقام في وقفته.. هو لم ينحرك من مكانه وإلا كنت شعرت بذلك، لكن بعد برهة .. قرب يده من أنفي ينحسس أنفاسي حتى إذا تعذر عليه أن يتوصل إلى الحقيقة، أمسكني من رسغ يدي يجس نبضي، ثم لحظة نطق الشهادتين، وترك رسغي بلطف، ثم سوى الملاءة فوقي، وغطائي إلى حدود الصدر، وانتظر قليلا قبل أن
[06/05, 19:30] A.Z: يخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه بعد برهة سمعته يصرخ في أمي وأختي ألا تزعجاني، ثم غادر المنزل وصفق الباب خلفه ... بمجرد ما سمعت الباب تغلق فكرت أن أنهض وأخرج لكن شيطاني تصدى للفكرة وأمرني أن أستمر في اللعبة وهددني بالعواقب الوخيمة التي تنتظرني إن أنا خالفت أوامره فبقيت على الوضع الذي تركني عليه أبي قبل أن يغادر الغرفة تنفسي بطيء جدا حتى أنني أنا نفسي لم أكن أحس أنني أتنفس فكرت أن أجس نبضي لكن شيطاني منعني من الحركة وأخبرني أن الأمور تسير سيرها الطبيعي، كما خطط لها. ونصحني ألا أخاف ما دام هو بجاني. فلم يكن مني إلا أن أطيعه، ولا أناقشه في شيء ما دام كل شيء يسير على ما يرام... لست أدري كم مضى من الوقت قبل أن يعود أبي شعرت بانقباض شديد فتوعدني شيطاني بالتخلي عني إن أنا أخللت بأحد بنود الاتفاق، ويتركني أواجه مصيري وأتحمل مسؤولية ما سوف يحصل.. ثم تراجع قليلا وأخذ يراقبني وأنا كالشاة شرعوا في سلخها دون أن يذبحوها ..
سمعت أمي تسأل أبي هل أصابني مكروه، لم يجبها لكني سمعته يدعو أحدا للدخول .. فارتخت فرائصي، لكن سرعان ما عاودني الانقباض عندما سمعت باب غرفتي يفتح وسمعت أبي يطلب من مرافقه أن يدخل ثم أعاد إغلاق الباب، وبدأت الأفكار تتقاذفني من جديد واحترت ...

Пікірлер: 6

  • @user-ed3mu3mi6e
    @user-ed3mu3mi6eАй бұрын

    ❤🎉😢😢

  • @sa2i7-Al.ajnabi

    @sa2i7-Al.ajnabi

    Ай бұрын

    😞😞

  • @Abdel-kham
    @Abdel-khamАй бұрын

    المزيد أيها السائح ❤️😍

  • @sa2i7-Al.ajnabi

    @sa2i7-Al.ajnabi

    Ай бұрын

    :D ان شاء الله القادم أحلى

  • @mohamedoumzout2596
    @mohamedoumzout2596Ай бұрын

    تحية للسائح الاجنبي

  • @sa2i7-Al.ajnabi

    @sa2i7-Al.ajnabi

    Ай бұрын

    الله ينورك اخي محمد

Келесі