قصة أبو قدامه و سعيد - السيد محمد باقر الفالي

شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٤٧
المجلس التاسع عشر
في مسكن الفؤاد للشهيد قدس سره عن أبي قدامة الشامي قال: كنت أميرا على الجيش في بعض الغزوات فدخلت بعض البلدان فدعوت الناس ورغبتهم في الجهاد وذكرت فضل الشهادة وما لأهلها، ثم تفرق الناس وركبت فرسي ومضيت إلى منزلي، وإذا أنا بامرأة من أحسن الناس تنادي: يا أبا قدامة. فمضيت ولم أجب. فقالت: ما هكذا كان الصالحون: فوقفت، فجاءت ودفعت لي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية فنظرت في الرقعة فإذا مكتوب فيها: يا أبا قدامة أنت دعوتنا إلى الجهاد، ورغبتنا في الثواب، ولا قدرة لي على ذلك، فقطعت أحسن ما في وهما ضفيرتاي، وأنفذتهما إليك لتجعلها قيد فرسك، لعل الله تعالى يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي، فلما كان صبيحة يوم القتال فإذا غلام بين يدي الصفوف يقاتل حاسرا، فتقدمت إليه فقلت: يا فتى غلام غر راجل ولا آمن أن تجول عليك الخيل فتطأك بأرجلها، فارجع عن موضعك هذا فقال: يا أبا قدامة أتأمرني بالرجوع وقد قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار) وقرأ الآية إلى آخرها، فحملته على هجين كان معي فقال: يا أبا قدامة أقرضني ثلاثة أسهم. فقلت: هذا وقت قرض؟ فما زال يلح علي حتى قلت بشرط من الله عليك بالشهادة أكون معك وفي شفاعتك. قال: نعم فأعطيته ثلاثة أسهم فوضع سهما في قوسه ورمى به وقتل روميا، ثم رمى بالآخر وقتل روميا، ورمى بالثالثة فقتل به روميا. ثم قال: السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع فجاءه سهم فوقع بين عينيه، فوضع رأسه على قربوس سرجه فتقدمت إليه وقلت: لا تنس ما عاهدتني عليه. فقال: نعم ولكن لي إليك حاجة إذا دخلت المدينة فات والدتي وسلم خرجي وأخبرها بشهادتي فهي التي أعطتك شعرها لتقيد به فرسك، وسلم لي عليها فهي في العام الأول أصيبت بوالدي، وفي هذا العام بي. ثم مات الغلام فحفرت له حفيرة ودفنته فلما همت بالانصراف عن قبره قذفته الأرض فالقته على ظهرها، فقال أصحابه:
غلام غر ولعله خرج بغير إذن أمه. فقلت: إن الأرض لتقبل من هو شر من هذا
فقمت وصليت ركعتين ودعوت الله فسمعت صوتا يقول: يا أبا قدامة أترك ولي الله فما برحت حتى نزلت عليه الطيور فأكلته وتركت عظامه فدفنها. فلما أتيت المدينة ذهبت إلى دار والدته، فلما قرعت الباب خرجت أخته إلى فلما رأتني عادت أمها وقالت:
يا أماه هذا أبو قدامة وليس معه أخي. وقد أصبنا في العام الأول بأبي، وفي هذا العام بأخي. فخرجت أمه وقالت: أمعزيا أم مهنيا؟ فقلت: ما معنى هذا؟ فقالت: إن كان مات ولدي فعزني، وإن كان قتل فهنني!! قلت: لا بل مات شهيدا. فقالت له. علامة فهل رأيتها؟ قلت: نعم لم تقبله الأرض ونزلت الطيور فأكلته ومزقت لحمه وتركت عظامه فدفنتها. فقالت. الحمد لله. فسلمت إليها الخرج ففتحته وأخرجت منه مسحا وغلا من حديد، وقالت: إنه كان إذا جنه الليل لبس هذا المسح، وغل نفسه بهذا الغل، وناجى مولاه ونادى في مناجاته. إلهي احشرني في حواصل الطيور، وكان هذا الشاب قد بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حمزة لما وقف عليه يوم أحد قال صلى الله عليه وآله وسلم لولا إني أحذر نساء نساء عبد المطلب لتركت عمي حمزة تأكله السباع والطيور، ويحشر يوم القيامة من بطون السباع والطيور. فاستجاب الله دعاء الشاب.

Пікірлер: 3

  • @user-ei8wk3rn5l
    @user-ei8wk3rn5l6 ай бұрын

    ان الابرار لفي نعيم

  • @user-sh1zb3sx6y
    @user-sh1zb3sx6y6 ай бұрын

    الله يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته يغفر له يجعل مثواه الجنه

  • @user-ng5kr3wp1s
    @user-ng5kr3wp1s6 ай бұрын

    أنا لله وأنا اليه راجعون الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يارب العالمين لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم صل وسلم على نبينا محمد

Келесі