مراجعة أنمي Sousou no Frieren بشكل احترافي، نقدي وأدبي مع ذكر كل ما يجب معرفته قبل المشاهدة بما في ذلك وجود المحتوى الجنسي والشاذ (إن وُجِدا). خالية من الحرق والسبويلرز.
#sousounofrieren #frierenbeyondjourneysend
#انمي #انميات #انميات_المواسم #انميات_جديدة #أنمي #انميشن #انمي_اوتاكو #أنمي_أوتاكو
التفريغ النصي:
نراجع اليوم أنمي خُتمت مؤخرا وهي Sousou no Frieren،
القصة وما فيها:تدور القصة حول إلف تُدعى فريرن، وفريرن كانت عضوة في مجموعة أبطال خاضت حربًا ضروسا ضد ملك الشياطين (ما أو) دامت قرابة عقد. تُنجز المهمة على أتم وجه، ويمر الزمن. لكن فريرن إلف وهذا الجنس يتميز بطول العمر والسرمدية، ونتيجة لذلك يشيخ كل أعضاء مجموعة الأبطال ويموت أغلبهم. تحدث نقطة التحور الرئيسية عندما يطلب الراهب هايتر من فريرن أخذ فتاة صغيرة كانت قد تبناها تدعى فَرن كتلميذة لها، وكانت هذه أمنيته قبل وفاته. تقبل فريرن، وتشد الرحال نحو مغامرة فنتازية هي ومريدتها فيرن، حيث تصبح تعاني من الوحدة والعزلة والشوق والحنين كلما مرت بمكان يذكرها بماضيها مع رفقاء دربها. القصة ركزت على مغامرات فريرن وفَرن، سعيها وراء جمع المزيد من تعاويذ السحر، فهم نفسها وماهيتها، التغيير من فهمها للواقع وحتى طريقة تعاملها مع الآخرين من منظور بشري، وغيرها من المغامرات التي تميزت بالدرامية في حياض ما هو مخصص لفئة الشونين.
مراجعة الشخصيات ونقدها:ليس هناك قولان بأن الشخصيات كانت محبوكة بشكل جيد، بحيث تميزت الإلف الساحرة فريرن بعمق كبير في شخصيتها وكان لها خلفية وتغير على مدى السلسة وكانت شخصية متعددة الأبعاد بامتياز. وكان تجسيد وجودها الشبه خالد كنقيض لعمر البشر القصير إضافة جيدة ومؤثرة بصراحة خصوصا في تعاملاتها وتطورها في القصة، هذا من جهة. من جهة أخرى، وكنقد، بعض الشخصيات الثانوية الداعمة تميزت بنوع من نقص في العمق، وتقع ضمن التصنيفات الكبرى المعهودة في الشخصيات. كدليل عام، الشخصيات التي ليس لها خلفية، وحتى ولو كان لها خلفية ولم تتغير ولو قيد أنملة على طول السلسة تعرف بالشخصيات أحادية البعد، وبمعنى آخر شخصيات غير عميقة وهذا يصلح للأشرار.
مراجعة الحبكة ونقدها:الحبكة كانت جيدة وتميزت هي الأخرى بطبيعتها الاستقرائية، مركزة على حياة ما بعد المغامرة الكبرى، وهذا كان في شيء من الإنعاش لتصنيف الفانتازيا مبتعدة بذلك عن المبتذل الذي صار كالجائحة، بل سرطان وهو مبتذل "هزيمة ملك الشياطين" وهذا الموسم احتوى على هذا الغث والسمّين قطعا. الحبكة استكشفت أيضا التبعات التي تلي رحلة البطل، منغمسة في ثيمات كالخلود ومرور الوقت الذي يتميز بالقصر للبشر. رغم هذا، فيمكن للمشاهدين توقع بعض مآلات الحبكة، وهذا نابع عن الاعتماد على مبتذلات الفنتازية الشهيرة والمعهودة، ولا مناص عن ذلك.
مراجعة الصراعات ونقدها:أغلب الصراعات ركزت على ما يُعرف بالصراع الداخلي "إنترنال كونفليكت" التي عانت منها فريرن ومريدتها فرن، والتأمل في أفعالها من الماضي. هذه المقاربة الاستقرائية كانت سيفا ذا حدين، تعطي عمقا عاطفيا، لكن يمكن أن تكون مخذلة للمشاهدين الذين يتطلعون إلى قصص فانتازية ذات سرد تقليدي، يتميز بصراعات ذات أكشن شديد ومتكرر، لكن هذا شيء يرجع للمشاهد في نهاية المطاف.
مراجعة الثيمات ونقدها:أبرز الثيمات التي تطرقت لها الأنمي هي الغوص في ثيمات كالأخلاق، الندم، وأهمية اللحظات التي تبدو غير مهمة بالنسبة لشخصية طويلة العمر كفريرن. السرد شجّع المشاهدين على تثمين قيمة الحياة وكل لحظة فيها مهما كانت حلوة أو مرة. الأنمي تطرقت لثيمات تثير عقول المشاهدين كالدين وكانت جيدة بهذا الصدد لم يتم تحقير ولا إهانة الأديان، موضوع آخر وهو الهوية الجنسية لفريرن وسنناقشه في فصل الشذوذ. رغم هذا، فنهج من ألف هذه الأنمي كان فيه نوع من المبالغة والتشديد على بعض الثيمات.
الكليشيهات والمبتذلات، ولف الأمور:ليس هناك شك بأن الأنمي استخدمت كثيرا من المبتذلات الشائعة في عالم الفانتازيا، نذكر خلق قصة تستند على مبتذلات وكليشيهات مهمات تتعلق بملك الشياطين، وبعدها تركز على المبتذل والكليشيهات التي تأتي وراءه فيما يعرف بـ "النهاية السعيدة ما بعد المهمة". أبرز نقد هو الاستخدام لكثير من عناصر في المشهد معروفة جدا ومعتادة في سلاسل الفانتازيا، أصلا الإلف كليشي آت من الخرافات النوردية وبزر أكثر في الفانتازيا الملحمية ملك الخواتم هذا من منطور سلبي. أما من منظور إيجابي، الأنمي كانت جيدة لأنها كان لها وقع عاطفي، غوص في خبايا الشخصيات بشكل احترافي، وعدم دوام الحياة الدنيا رغم ما لها من أمور جميلة ومظلمة في نفس الوقت.
المحتوى الجنسي والشاذ:أما بخصوص المحتوى فلم يكن موجودا، كان بعض ما يعرف بالتلميح، أدبيا يعرف بالإنويندو لكن غير خادش للحياء ولا سافر، كلقطة الفتاة التي تأتي بكاميرا قرب صدرها، ولقطة ذوبان ملابس الإلف لكن ليس هناك محتوى غير لائق.المحتوى الشاذ هو المعضلة التي نتجت عن أحد حوارات فريرن، حيث صرّحت فريرن بأن الإلف ليس لهم انجذاب جنسي ولا عاطفي، برغم حياتهم المديدة فإيجاد إلف أمر شبه مستحيل، ونتيجة لهذا صنفوها الشواذ على أنها Asexual أي لاجِنسية، وهذا عُبط، ومحاولة ضم شخصية إحدى أشهر سلاسل الأنمي لمجتمع الشواذ. اللاجنسيين مذكورين في القرآن بمفردة "حصور" وسيدنا يحيى عليه السلام كان حصورا ابحثوا في في سورة آل عِمران الآية 39، وتم ذِكر "غير أولي الإِربة" وهذا ينطبق عليهم أيضا راجعوا التفسيرات الكبرى للقرآن الكريم، لذا هي ليست شاذة وهذا مجرد تخريص من الشواذ لا غير، والله أعلم.
وصلنا لنهاية المراجعة، وشكرا على وقتكم، الأنمي جيدة في حبكتها وشخصياتها، والثغرات التي ذكرناها لا تؤثرا مطلقا على جمال الأنمي، فالأنمي نظيفة وخالية من المصائب التي نراها كثيرا من عند اليابانيين، حيث كان لها مقاربة جديدة لقصة من عالم الفنتازيا، وبتركيز شديد على الشخصيات والثيمات التي تجعل المشاهد ينغمر فيها، والمغزى الكبير هو بأن الحياة ثمينة وهبة من الله.