مدينة 6 اكتوبر...مسجد الحصرى والمنطقه المحيطه به فى ليالى رمضان
تشتهر مدينة 6 أكتوبر بمسجد الشيخ الحصرى، ويزخر بآلاف المصلين من مصر والدول العربية والإفريقية والآسيوية، كما يعد ملتقى للثقافات الدينية، فضلا عن كتيبة العلماء والأئمة، وأشهر الدعاة الذين كان لهم صولات وجولات فى هذا المسجد وأبرزهم الداعية عمرو خالد والدكتور محمد داود والدكتور أحمد كريمة والدكتور طه أبوكريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والشيخ محمد جبريل والشيخ عبدالخالق عطية وطلعت عفيفى، ومحمد حسن عثمان والداعية والداعية مصطفى حسنى والشيخ محمد حسان والدكتور محمود عطية، إمام المسجد، وغيرهم من الفقهاء.
وكثيرا ما نقلت إذاعة القرآن الكريم الصلوات من هذا المسجد الكبير.
لا يبعد مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر عن القاهرة سوى 35 كيلو مترا، يقطعها القادم إليه من ميدان رمسيس أو التحرير خلال نصف ساعة، ويمكن الوصول إليه من ميدان الجيزة، عبر طريق المحور، بينما لا يجد قاطنو المدينة صعوبة فى الوصول إليه، حيث إنه يتوسط المدينة بل أضحى أحد معالمها الرئيسية.
والمسجد تلك المنارة الدينية التى تقع فى قلب مدينة السادس من أكتوبر، إذ يُعد واحداً من أهم معالم المدينة على الإطلاق الذى يقع فى الحى السابع.
واكتسب المسجد شهرته من موقعه الذى يتوسط المدينة والجامعات والمعاهد والشركات، وهو يتبع جمعية الشيخ الحصرى للخدمات الدينية والاجتماعية، ترأسها ياسمين الحصرى، ابنة الشيخ محمود الحصرى، وسمى بهذا الاسم تكريماً للشيخ محمود خليل الحصرى.
ولد الشيخ محمود خليل الحصرى فى 17 سبتمبر 1917 فى قرية شبرا النملة بالغربية ويعد أحد أبرز قراء القرآن الكريم البارزين، وله العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة بالقراءات العشر.
و«الحصرى» أول من سجل المصحف مرتلًا للإذاعة عام ١٩٦٠م وأصبح الشيخ أول صوت يجمع القرآن الكريم مرتلًا بالروايات المختلفة ومنحه الرئيس عبدالناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٦٧.
وفى عام ١٩٨٠ بدأت رحلة المرض وكان مريضاً بالقلب ونقله الأطباء إلى معهد القلب، فلما تحسنت صحته عاد إلى البيت وصعدت روحه إلى بارئها يوم ٢٤ نوفمبر ١٩٨٠، بعد أن أدى صلاة العشاء.
وصمم المسجد ليكون مركزا للإشعاع الدينى وجامعاً للمصلين وتم تشييده على الطراز المعمارى المأخوذ من الفن الإسلامى والحضارة المعاصرة تكسوه لوحات فنية لفن الخط العربى للفنان العالمى سيد إبراهيم، إلى جانب المشربيات المصنوعة من الأرابيسك فى مصلى السيدات، تتدلى منه نجفة ضخمة تتوسط المسجد لتضيف إليه روعة وجمالا، بينما لا تخطئ عيناك آيات القرآن التى يتزين بها المسجد، وتعد مئذنتا المسجد أعلى مآذن مساجد المدينة، وهما عبارة عن مئذنتين طويلتين إضافة إلى قبة المسجد بشكلها المميز، وهى أكبر قبة فى العالم العربى (مساحتها 240م2)، ويعد منبر المسجد من أضخم المنابر فى مساجد القاهرة الكبرى وهو تحفة فى فن العاشق والمعشوق.
وتم افتتاح المسجد فى شهر أكتوبر عام 2002، وتضم مساحته مبنى منفردا خاصا بالسيدات، والمسجد الكبير، وكُتّابا لتحفيظ القرآن ودروس العقيدة والنحو، وإلى جوار المسجد من الناحية الخلفية توجد قاعتا أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، اللتان تقام فيهما مراسم الاحتفالات وعقد القران والأفراح والندوات، وتمت إقامة معهد أزهرى نموذجى، ودار حضانة.
والمسجد يعد مركزا ً لتحفيظ القرآن الكريم للرجال والسيدات، يُحفّظ الأطفال والمسنين، وتنظم إدارة المسجد مسابقة الشيخ الحصرى دوريا؟، ويتم تكريم الفائزين فى حفل كبير يضم أساتذة الأزهر. ويعد ميدان الحصرى من أشهر وأكبر ميادين 6 أكتوبر، ويعد المسجد مركزا دينيا وثقافيا متكاملا يتسع لأكثر من 1000 مصلى وملحق به سكن للمغتربات، ودار للأيتام، ودار لتحفيظ القرآن، ودار للمناسبات ومركز طبى وقاعات للاجتماعات، ويضم حديقة كبرى ومشتل زهور.
ولا تخطئ عين القادم إليه انتشار باعة النعناع والموز والكتب الدينية والسبح والعطور والمساوك، والجلابيب والطواقى وإسدالات السيدات، فضلا عن باعة التوابل والعطور.
وقبل صلاة المغرب ينتشر الشباب لتوزيع البلح والعصائر على المصلين، فضلا عن توزيع أصحاب المحلات وجبات على الفقراء واليتامى والأرامل. ولا تخطئ العين توزيع الأهالى وجبات الطعام على الفقراء والمحتاجين وعمال اليومية والنظافة فى محيط المسجد. ويقع فى مواجهة المسجد أشهر شارع فى الحى السابع وهو شارع «سوريا»، الذى يشتهر بالمطاعم والمقاهى السورية، والمحلات التجارية، إذ يعد الميدان مركزا تجاريا كبيرا.
وعلى القادم لأداء صلاة الجمعة أن يأتى مبكراً للحاق بالصفوف الأولى والجلوس فى سكينة لقراءة القرآن الكريم، ويبدو المسجد أكثر نظافة فى ظل الاهتمام بتطهيره وتعطيره يوميا، بينما يصدح الشيخ محمد عبدالله مؤذن المسجد بصوته العذب وكأنك فى بيت الله الحرام.
وإذا أردت الذهاب لصلاة التراويح عليك الذهاب مبكراً وقبل العشاء بنحو ربع الساعة كى تلحق الصفوف الأولى وقبل أن يمتلئ المسجد بالمصلين. وحرصت إدارة المسجد على أن تجعل مصلى السيدات مقسما إلى ثلاثة طوابق؛ الطابق الأرضى لكبار السن، والأول للسيدات أصحاب الأطفال، والثانى للفتيات.
ولا ينتهى اليوم حتى تستمع إلى الشيخ الحصرى يتلو آيات من كتاب الله ترتيلا وتجويدا من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء، أما صلاة التراويح التى يؤديها المصلون من كافة أحياء المدينة فضلا عن الوافدين العرب والأفارقة ودول شرق آسيا بملابسهم المميزة، التى يتناوب عليها عدد من الأئمة وحافظى القرآن، ممن يتم اختيارهم بعناية، كما يحرص المسجد على اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتنفيذ قرارات وزارة الأوقاف.