من حيث الموضوع لا يمكن أن نفرق بين العرفان والفلسفة وعلم الكلام فموضوع هذهالعلوم واحد وهو أصل الوجود الذي يتمثل في عرفة الله تعالى وصفاته وأفعاله وانعكاس كل ذلكعلى صفحة العوالم فمثلا يسمي علم الكلام نفسه بعلم التوحيد ويعتبر نفسه أشرف العلوم لشرف موضوعه لكن بمنهج الجدل والتسليم مع تبرير عقلي لمفاهيمه المنتزعة من النصوص الدينية. وتسمي الفلسفة نفسها بعلم الوحدانية بحكم أنها تتناول الوجود الحق في إطار توحيدي تستعمل في ذلك البرهان العقلي في بيان وإثبات المفاهيم والمواضيع وتعتبر نفسها أشرف علم لشرف موضوعها وهو الوجود بما هو موجود وقوانينه مبادئه والتصوف والعرفان على نفس الطريق يتناول الذات العلية وما تستحقه من كمالات وما يستحيل عليها من نقائص، ويعتبر العرفان نفسه علم التوحيد الخاص على أساس اختلاف منهجي عن الفلسفة وعلم الكلام فمعرفة هذا الموضوع ي العرفان يكون تحققا ومعاينة لا تحصيلا مفهوميا كما هو الشأن في علم الكلام أو الفلسفة، بمعنى العلم الذوقي الذي يكون ثمرة شهود يعبر عنه الصوفية بالوصول