الثبات في زمن الفتن مع فضيلة الشيخ ناصر الحداوي

عباد الله ، من يتأمل ما يمر به العالم اليوم من ألوان الاضطرابات، وما يعصف به من فتن الشبهات والشهوات يوقن أن الثبات على الحق أمرٌ عزيز، لا يوفق إليه إلا من أعانه الله تعالى على ذلك.
وتعظم الحاجة إلى الأخذ بأسباب الثبات في أوقات الفتن سيما فتن آخر الزمان حيث كثرة الانتكاس والارتكاس كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :" إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً".
ولذا فإن ثبات القلب في وجه رياح الشبهات والشهوات أمر في غاية الأهمية لكونه يتعلق بالمنهج الذي يسلكه صاحبه في الحياة، ويحدد مصيره ومآله بعد الممات .
ولا ثبات للقلب إلا بتثبيت الله قال تعالى : { واعلموا أنَّ اللهَ يحولُ بين المرءِ وقلْبِهِ وأنَّه إليه تُحْشرون}، وقال تعالى : {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء }. وقال سبحانه : { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً } .وفي الحديث :" إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء" رواه مسلم
والثبات: هو الاستقامة على الهدى والتمسك بالسنة في الأقوال والأفعال وترك الذنوب والمعاصي واجتناب الشهوات والشبهات.
فحري بالمسلم معرفة مقومات الثبات على الحق والهدى للتمسك بها والعمل بموجبها، ومعرفة أسباب الانحراف والردى للنأي والبعد عنها ، لأنَّ الثباتَ حتى الممات هو ثمرةُ الهداية التي ينشدها ويحرص عليها كل مسلم ومسلمة.
فحين تتوالى المدلهمات وتتنادى الخطوب وتتلون الفتن يتكاثر المتساقطون على قارعة الطريق ، منهم من يسقط خوفا ومنهم من يسقط جزعا ومنهم من يسقط طمعا ومنهم من يسقط وهو يظن السلامة في الحور بعد الكور .
وفي هذه الأزمنة المتأخرة التي كثرت فيها الفتن وتوالت فيها المغريات وأقبلت الدنيا حاشدة رجلها وخيلها وعسكرها مغررة بالقلوب ومغرية للأنفس بنعيم الدنيا الزائف ومتاعها المرجف الراجف ، في هذه الأزمنة ما أحوجنا إلى ذلك الصوت النبوي الحاني : " ياعباد الله اثبتوا".

Пікірлер: 2

  • @Sb.ismail
    @Sb.ismail5 ай бұрын

    🇲🇦🇲🇦❤️❤️

  • @khoulafa.ssahaba
    @khoulafa.ssahaba5 ай бұрын

    اشترك في القناة ليصلك كل جديد ❤❤❤

Келесі