الرجل الذي صار كلبا

" الرجل الذي صار كلبا " مسرحية للكاتب الأرجنتيني: #أوزفالدو_دراغون . يقدمها الفنان العراقي : "خليل إبراهيم" عبر أربعة ممثلين شباب على خشبة المسرح . ..وهي تعالج موضوعا في غاية الأهمية . يتعلق الامر بالتحول والمسخ الذي قد يصيب الكائنات البشرية . بسبب رزحها تحت وطأة القمع والقهر والفقر والعطالة وغيــــاب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ...
يظهر أحد العمــــال وهو متزوج وعاطل عن العمل ، سُدت كل الأبواب في وجهه و لم يعد يجد ولو شدقا من #الخبز_الاسود ليسد به الرمق. ومع معاناته اليومية التي صارت حديث الناس . وفر له أحد " الباطرونات " ــ صاحب معمل ــ " شغلا " . حيث نصَّبه حارسا بباب المعمل ، عِـــوَضَ كلب الحراسة الذي كان قد مــــــات .
فرح هذا العامل الكادح بهذا المنصب الجديد حيث بدأ يعيش وينام وسط بيت " المرحوم " الكلب . ويضطر أن يطوي جسده ويتقوس كي يتلاءم مع وضع العيش وسط هذا البيت الضيق . وبدأ أيضا يتقمص سلوك وحركات الكلب كالنباح والسير على أربعة قوائم ، و ينبح طــــــوال الليل كي يُبعد اللصوص عن المعمل . وهكذا انقطع لمدة عن زوجته و لم يعد يلتقي بها . والزوجة من جهتها أصبحت تخافه وترتعد منه . ولم يعودا يلتقيان إلا لبضع دقائق في حديقة عمومية . لتعود هي الى بيتٍ ، ويدب هو راجعا على وجه السرعة الى كوخ الحراسة " ببيت الكلب " ، بيتـــــه .
وفي وقت ما سَرَّحته إدارة المعمل واستغنت عن خدمته . ففرحت زوجته ، وكانت تظن أنه سيعود الى حالة الطبيعة البشرية. لكن مطـــــــــــرقة العطالة والظلم الاجتماعي والقهر والفقر ... لم ُتتح له ذلك . فبعد عناء البحث عن العمل . لم يجد أمامه سوى وظيفة " كلب الحراسة " في المعمل ، فقبل بها من جديد .
و مع مرور الأيام ، تخلص بشكل كلي من سلوك البشر وأصبحت سلوكه مطابقة تماما لسلوك الكلاب .وصار يُرضي " الباطرون " ويُبدع ويتفنن في القفز والتملق ــ مثل " العيَّـــاشَة " عندنا ــ . وتأقلم تماما مع النبـــــاح والمشي على أربع قوائم .
و في وقت ما، التقى بزوجته في أحد الحدائق وأراد أن يهُــــمَّ بها وهو " يُهَـــوْهِو " واللعاب يسيل من فمه ، ليُقبلها قُبلة الشوق بعد غياب طويل . فهربت الزوجة المسكينة منه وهي مذعورة وخائفة من أن يعضها ، وشككت في أن يكون مسعــــورا .
وتنتهي المسرحية في النص بأن يعترف البوليس رسميا لهذا الرجل بأنه " أصبح كلبا " .
في المجتمعات القابعة تحت وطأة الاستبداد ومع ارتفاع منسوب القمع والاعتقال والفقر والعطالة... ؛ يفقد الإنسان ــ ولو بالتدرج ــ شعوره بانتمائه لطبيعته و تُــفقد الشعوب الخانعة انتماءها للوطن ويُفْرغ المواطن من خلايا الكـــرامة المتأصلة فيه . ويغيب الشعور بالانتماء للوطن/ للمجتمع / للطبيعــــــة .
#الرجل_الذي_صار_كلبا
ــ عبدالمالك ــ

Пікірлер: 1

  • @user-xh3gq7mz3d
    @user-xh3gq7mz3d3 жыл бұрын

    اتمنا تصحيح الاسم مخرج المسرحيه انا صاحب إخراج المسرحيه خليل إبراهيم إماراتي وليسا عراقي شكرا

Келесі