الموقف من العرفان

في تاريخ الفلسفة الإسلامية نلمس موقفين إزاء هذا العلم؛ موقف يعترف بهذا العلم ويشير إلى إمكانيته ولكن يستصعب طريقه ويعظم نتائجه، وهذا نلمسه خصوصا في الاتجاه المشائي الذي امتزج في تعاليمه الأرسطية والأفلاطونية المحدثة وهنا نخصص المدرسة السينوية سواء التي عبرت عنها أطروحات الشيخ الرئيس أو أطروحات أبي بكر بن طفيل، ما يسمى بالحكمة المشرقية.
أما الموقف الثاني من المشائية الإسلامية فاتخذ موقفا رافضا لقيام هذا العلم، وفق منهجه المرسوم أي استحالة الوصول إلى الحقائق بلا نظر ولا فكر، ويمثل هذا الاتجاه كل من ابن باجة وابن رشد.
أما المتكلمون فبدورهم انقسموا قسمين رئيسين، تمثل الأول في الاعتراف بهذا العلم، طبعا من خلال الاعتماد على النصوص الدينية المشيرة إلى هذه الأحوال، لكن طبيعة المنهج الكلامي كون تحفظا كبيرا على بعض نتائج العرفان، كوحدة الوجود، والولاية الباطنية وآثارها الكونية والوجودية، بينما القسم الثاني وقف موقف الرفض لصحة هذا العلم وإمكانيته، مُعْليا شأن العقل تارة أو ظاهر النصوص تارة.

Пікірлер

    Келесі