المتحَفُ وكَنيسةُ القديسِ العظيمِ الأنبا كاراس السائحِ:
+ مُقَدِّمَةٌ:
منذُ أكثرِ مِن خَمسَةِ عَشر عاماً، تَتردَّدُ علَى ديرِ السريانِ بِعثةٌ هولنديةٌ لاكتشافِ وترميمِ الآثارِ، والبِعثةُ بِقيادةِ د. كارل إينيمى، وتَعمَلُ تَحتَ إشرافِ جامعةِ ليدن بهولندا، حيثُ تمَّ اكتشافُ العديدِ مِن الرسوماتِ الجِداريةِ، في كنيسةِ السيدةِ العذراءِ السريانِ، والتي كانَتْ مُغطّاةً بطَبقَةٍ مِن الْمَحارَةِ مُنذُ عِدَّةِ قُرونٍ.
وهذهِ الرسوماتُ الجِداريةُ هي مَوْجودَةٌ علَى طبقَةٍ أو أكثَرَ، مِن طَبَقاتِ الْمَحارَةِ المُتَعَدِّدَةِ بالحوائطِ، والتي قد يَصِلُ عَددُها إلى خَمسِ طبَقاتٍ أو أكثرَ، وقد قامَتْ البِعثةُ بنَزعِ الفريسكاتِ التي تَتواجَدُ تحتَها طبقَةٌ أُخرَى تَحمِلُ أيضاً رسماً حائطِيّاً، والهَدَفُ هو إظهارُ الرسمِ الحائطِيِّ السفلِيِّ المُختَفي.
ومِن هنا دَعَتْ الضَّرورَةُ لإنشاءِ مَبنًى، تُحفَظُ فيهِ الرسوماتُ المنـزوعةُ مِن كَنيسةِ السيدةِ العذراءِ السريان؛ وهذا بعد مُعالجَتِها وتَرميمِها، وبالفعلِ في سنة 2003م، تم الانتهاءُ مِن بِناءِ هذا المبنَى بالمواصفاتِ المطلوبةِ، تَحتَ إشرافِ هيئةِ الآثارِ المصريَّةِ.
+ مَوْقِعُ المتحَفِ:
يقعُ المتحَفُ في الجزءِ الجنوبي (القِبلِيِّ) الغربي مِن الديرِ الأثرِيِّ، ويَحِدُّه مِن الشرقِ كنيسةُ السريانِ، ومِن الغَربِ طافوسُ الديرِ (أي مَدفَنُ الآباءِ الرهبانِ)، ومِن الجنوبِ (القِبلِيِّ) المائدةُ الأثريَّةُ، ومِن الشمالِ (البَحَري) الحصنُ، والذي يفصلُه عن الحصنِ مَمَرٌّ ضَيِّقٌ يؤدِّي إلَى طافوسِ الديرِ.
+ الغَرضُ مِن المتحَفِ:
الغَرضُ هوَ الحِفاظُ على الفريسكاتِ المنقولَةِ مِن كَنيسَةِ السريانِ، والتي قد تمَّ نَقلُها بَعدَ مُعالَجَتِها وتَرميمِها، وقد تمَّ تَثبيتُها في الأماكنِ الْمُناسِبةِ لَها في المتحَفِ، والتي تتشابَهُ إلى حَدٍّ ما مع أماكانِها الأصلِيَّةِ في الكَنيسَةِ.
 تَصميمُ المتحَفِ:
لقد تَمَّ تَصميمُ المتحَفِ مِعمارِيّاً، ليُشابِهَ إلَى حَدٍّ ما، التصميمَ المعمارِيَّ لكنيسةِ السريانِ، وذلك لِضمانِ وَضعِ الفِريسكاتِ المنقولَةِ إلَيْهِ، في مكانٍ مشابِهٍ لِمكانِها الأصلِيِّ في كَنيسةِ السريان، ومِن ثَمَّ فقد تَمَّت مُراعاةُ الأبعادِ الهندسِيَّةِ لأنصافِ القِبابِ، حتَّى تَكونَ مُتناسِبَةً معَ أبعادِ الفِريسكاتِ الْمَنقولَةِ.
+ التَّفاصيلُ الْمِعمارِيَّةُ للمتحَفِ:
يَحتوِي المتحَفُ على ثلاثِ أنصافِ قِبابٍ، أبعادُها مُماثِلةٌ لِنظيراتِها في كنيسةِ السيدةِ العذراءِ السريان، كَمثلِ أنصافِ القِبابِ ( البحريةِ والقبليةِ والغربيةِ).
ويوجد عدد 2 قَبو (مُنحَنَى) علَى يمينِ وعلى يسارِ النِّصفِ قُبَّةِ الغَربِيِّ، وأمامَ كُلٍّ مِنها قُبَّةٌ صَغيرةٌ ذات مَنسوبٍ أقَلَّ، لكي تَسمحَ بِعَملِ نَوافِذَ للإضاءةِ والتهوِيَةِ، وتوجَدُ أيضاً ثلاثُ قِبابٍ في شَرقِ المتحَفِ، القبةُ الوُسطَى ذات مَنسوبٍ أعلَى من القبتينِ (البحريةِ والقبليةِ).
+ الأبوابُ:
للمتحَفِ بابان؛ أحدُهما في الجهةِ البحريةِ، وهو البابُ الرئيسِيُّ للمتحَفِ، وهو يُعتَبَرُ في مواجَهَةِ البوابةِ الأثريةِ للديرِ، والبابُ الآخَرُ في الجهةِ القبليةِ، بِجوارِ المائدةِ الأثريةِ الكائنةِ في نِهايَةِ كَنيسةِ السريانِ.
+ النوافِذُ:
يحتوي المتحَفُ على ثلاثةِ نوافِذَ رَئيسيةٍ، لتَهيئةِ الإضاءَةِ الطبيعيةِ الكافيةِ، للفريسكاتِ الُمعَلَّقَةِ في الثلاثةِ أنصافِ القِبابِ.
ويحتوي علَى أربعةِ نَوافِذَ سُفلِيَّةٍ ذاتِ طرازٍ مِعمارِيٍّ رائعٍ، يُوفِّرُ الإضاءةَ الغيرَ الْمُباشِرَةِ للمتحف Indirect Light))، ونافذتَيْنِ صغيرتَيْنِ في الشرقِ؛ وهما مُزيَّنتانِ بِخَشبِ الأرابيسكِ الأصيلِ.