أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(١) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ(٢) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ(٣)

سورة الشَرْح للطمأنينة وشرح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم والعون وتيسير العسير- مكررة لمدة ساعة
فيما جاء في الأثر عن سورة ألم نشرح
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي رضى الله عنه أنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام إعرضوا عليَّ رقاقم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام من قرأ القرآن فليسأل الله به أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة ولا حرج على المسلم أن يتوسل إلى الله تعالى بالقرآن كله أو ببعض القرآن فيقول : اللهم إني أسألك بالقرآن أو أسألك بسورة كذا أو أسألك بآية كذا أن تفعل لي كذا وكذا
في هذا المقام تعالوا نتعرف إلى سورة نتوسل إلى الله بها في أمور كثيرة.
يقول الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله تعالى في عنوان له في كتابه المصنف - من كان يدعو بالقرآن - أي "من الصالحين" يقرأ القرآن ويدعو الله به:
قال زيد ابن علي ابن الحسين أحد آل البيت الأطهار رضي الله عنهم مررت بأبي جعفر الباقر وهو (محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب) فيقول مررت به وهو يقول في داره (اللهم اغفر لي بالقرآن، اللهم ارحمني بالقرآن، اللهم اهدني بالقرآن، اللهم ارزقني بالقرآن)
فاقرؤوا هذه السورة الكريمة (سورة الشرح أو الإنشراح) لتيسير الزواج والنجاح والحاجات وزوال الشدائد وتخفيف أعباء الحياة.
ففي شأن هذه السورة: الإمام الحجة الحافظ أبو محمد ابن حميد المتوفى سنة 249 هجربة شكى إليه رجل العسرة في أموره فقال له هذا الإمام:
ألا يا أيها المرء الذي في عسره أصبح....إذا اشتد بك الأمر فلا تنسى ألم نشرح
وهذه مجربة من الصالحين حيث قال بعضهم : من قرأ ألم نشرح لك صدرك دبر كل صلاة 9 مرات فك الله عسره ويسر رزقه وفرج همه ورزقه من حيث لا يحتسب ... وهذه مجربة من الصالحين.
وقال بعضهم: أن الإكثار من تلاوة سورة ألم نشرح تشرح الصدر وتذهب العسر وتصلح لمن غلب عليه الكسل في الطاعات وضيق المعاش.
ومن خواص هذه السورة الكريمة أنه من تعسر عليه أمر من أمور الدنيا والآخرة فليتوضأ وليصلي ركعتين بما تيسر من القرآن بعد الفاتحة ثم يجلس مستقبلا القبلة متوجها إلى الله تعالى بصدق ويقرأ سورة ألم نشرح عدد حروفها "وقد اتفق العادون على أن عدد حروف سورة ألم نشرح 103 حرف أي يقرؤها 103 مرة أو بعدد كلماتها، وعدد كلماتها فيه قولان إما 27 كلمة وإما 29 كلمة، ثم يسأل الله حاجته فإنها تُقضى بإذن الله تعالى مع إخراج صدقة، ولا مانع من تكرار هذا العمل عدة مرات حتى يتم قضاء الحاجات بإذن الله
وقد روي في حديث ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ ألم نشرح فكأنما أتاني وأنا مغموم ففرج عني.
وهذه قصة في بركات سورة ألم نشرح: قال القاضي العلامة الأديب أبو على التنوخي رحمه الله: دفعت إلى شدة لحقتني شديدة من عدو فاستترت منه فجعلت دأبي قراءة هذه السورة (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) في الركعة الثانية من صلاة الفجر في كل يوم وأقرأ في الركعة الأولى (ألم نشرح لك صدرك) لخبر بلغني فيها، فلما كان بعد شهور كفاني الله أمر ذلك العدو وأهلكه الله من غير سعي لي في ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله وأنا أقرؤها في ركعتي الفجر إلى الآن.
وقول القاضي التنوخي : وأما الخبر الذي وردني في فضل قراءة سورة ألم نشرح في إحدى ركعتي صلاة الفجر أن بعض الصالحين ألح عليه الغم وضيق الصدر وتعذر الأمور وتعسرها حتى كاد يقنط وييأس فكان يوما يمشي مهموما وهو يقول:
أرى الموتَ لمن أمسى على الذلِ له أصلح... "بمعنى الموت له أصلح من الذل" فهتف به هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه أو أُرِيَ في المنام من يناديه قائلا له: "ألا يا أيها المرءُ الذي الهمُّ به بَرَّح...إذا ضاقَ بك الأمرُ ففكر في ألم نشرح...فإن العُسرَ مقرونٌ بيسرين فلا تبرح"
أي لا تبرح قراءة سورة الشرح.
ويقول هذا الرجل الصالح: فواصلت قراءتها في صلاتي فشرح الله صدري وأزال همي وكربي وسهل أمري.
يقول الإمام الغزالي حجة الإسلام رحمة الله عليه: يندب في أول ركعتي الفجر قراءة ألم نشرح لك صدرك وألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل لأن ذلك يرد شر ذلك اليوم لمن كان يتوقع شرا. ولذلك قيل من صلى ركعتي الفجر بألم وألم (أي ألم نشرح وألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) لم يصبه في ذلك اليوم ألم.
ثم يقول الإمام الغزالي رحمة الله عليه: "وهذا أمر صحيح مجرب بلا شك"
وبعض العلماء يقول يستحب الجمع في ركعتي الصبح (أي سنة الفجر) بين السور الأربع وذلك بأن تقرأ في الركعة الأولى الفاتحة ثم تقرأ سورة ألم نشرح وسورة الكافرون، ثم تقرأ في الركعة الثانية الفاتحة ثم تقرأ سورة ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل وسورة الإخلاص وبذلك تجمع بين السنة النبوية وبين ما جربه الصالحون.
الخلاصة : من أراد الطمأنينة عند التوجه إلى أمر من الأمور وشرح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم وتجديد الطاقة وتخفيف أعباء الحياة والعون على القيام بالواجبات الثقال وتيسير العسير وتسهيل الحاجات كالزواج والتجارة والرزق والشفاء فليقرأ هذه السورة بين يدي حاجاته وليتوسل بها إلى ربه سبحانه ويرغب إليه أن يحقق بها مراده.
والله تعالى أعلم

Пікірлер: 3

  • @tamaratahat3094
    @tamaratahat30945 ай бұрын

    تلاوة رائعه ما شاء الله

  • @hebaadel3349
    @hebaadel33498 ай бұрын

    ما اسم الشيخ؟

  • @tebyanalnawasreh8814

    @tebyanalnawasreh8814

    5 ай бұрын

    كورتش

Келесі