تقع قصبة سنادة بمركز سنادة قبيلة آيث ( بني) يطفت بإقليم الحسيمة وتبعد عن المدينة حوالي 37 كلمتر.
قبيلة آيث يطفت من قبائل جبال الريف الأمازيغية الصنهاجية الأصل وتحدها شرقا قبيلة إبقوين وشمالا ساحل بحر الأبيض المتوسط وغربا قبيلة آيث بوفراح وجنوبا قبيلة آيث ورياغل وقبيلة تارجيست .
وتشتهر قبيلة آيث يطفت بقصباتها التاريخية المشيدة على ضفاف وادي واويرزت ووادي تونسيفت التي تدل على مدى عراقة جهادها وحراستها لجبال الريف ضد الإحتلال الأجنبي الأوروبي ومنها قصبة سنادة التي شيدها السعديون.
ومن أعلام قبيلة بني يطفت القياديين القائد أحمد ابن زوليط وهو قائد عسكري كان بجانب السلطان محمد المتوكل السعدي عندما لجأ هذا الأخير إلى قصبة سنادة في نوفمبر 1577 ميلادية وحضر أيضا مع السلطان محمد المتوكل في معركة وادي المخازن.
القصبة بناء محصن تحيط به أسوار من جميع الجهات وتتخلله أبواب محصنة بوسائل دفاعية وفي أركانه أو على طول أسواره أبراج المراقبة وقد عرفت القصبة في شمال إفريقيا وفي الجزيرة الإيبرية فهي عند البرتغال الكوسوفا وعند الإسبان تسمى الكزبا كما أن الفهرس الفرنسية تدرج كلمة القصبة في تعريفها ب كصبه وتعني بها مدينة محصنة بكل وسائل الدفاع والمقاومة إذ يختار لها موقع إستراتيجي لتسهيل عملية التزويد والتموين خلال الحصار وغالبا ماتكون فوق ربوة وبالقرب من الوادي ومن موارد المياه.
وقصبة سنادة كانت تعرف ب ثرا بادس (عين بادس) لأنها كانت مصدر جلب المياه الصالحة للشرب إلى مدينة بادس .
وقد لعبت قصبة سنادة دورا مهما في الأحداث التاريخية التي عرفها المغرب في عهد الدولة السعدية خصوصا في التي كانت بين المتوكل وإبن عمه عبد المالك.
تاريخ إنشاء هذه القصبة كانت في عهد السعديين وفي عهد السلطان مولاي إسماعيل أمر بترميمها وإقامة حامية عسكرية بها فالرقعة التي إحتلتها هي مربعة الشكل يبلغ كل طول ضلع منها 120 مترا يتوسطها فناء واسع يحتوي على بعض البنايات كالسكنى المخصصة لمقدم الحامية وبعض الغرف للإيواء القواد والعسكر بالإضافة إلى إسطبل بالماشية ومطبخ ومخزن للمؤن وبئر للماء الذي هو أساس للحصن.
والهدف من إنشاء هذه القصبة كان أساسا المساهمة في مقاومة الوجود الإسباني بالريف الأوسط وهكذا تعاقب على القصبة عدة أكابر عدة إلى أن وصل الثائر بوحمارة وأقام فيها وعين خليفته الحاج لمفضل الناصري الذي إتخذها مركزا لقواته لمباشرة مهامه على غرار ما كان يقوم به المخزن قبل هذه الفترة وذلك لإيهام السلطة المركزية بفاس أن قبائل الريف خاضعة للسلطان بوحمارة.
وقد تعرضت القصبة للتهميش في الآونة الأخيرة إلى أن وصل إتخاء ساحة وسط القصبة ملعب كرة القدم وشيد بجانبه بيت اللاعبين ومكان إستحمامهم.
وفي سنة 2018 بدأت عملية الترميم وإنتهت في سنة 2019 ركزت بالخصوص على تدعيم أساسات الأسوار وتهيئة الأسوار المتلاشية وترميم الأبراج المتهالكة لكن الساحة الداخلية للقصبة لازالت لحد الآن ساحة خالية من البناء الذي كان فيها قبل