في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية حيث يعبدون القبور ~ العلامة عبد العزيز بن باز ~ رحمه الله

في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية حيث يعبدون القبور ~ العلامة عبد العزيز بن باز ~ رحمه الله
{ العذر بالجهل }
لكتاب الله وأئمة للمساجد، سؤالي يتكون من فقرات سماحة الشيخ: هل هؤلاء كفار بسبب ارتكابهم للشرك وبعدم معرفتهم للتوحيد إذا كانوا يجهلون معنى لا إله إلا الله، وهل يعذرون بالجهل أم هم كفار، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على بيان توحيد الله جل وعلا، وعلى أنواع الشرك الأكبر، فمن تلبس بالشرك من سائر الناس وهو بين المسلمين ممن بلغه القرآن والسنة فإنه يحكم عليه بالشرك، قال الله جل وعلا: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19]، وقال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة:67]، وقال جل وعلا: فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ [الرعد:40]، فمن بلغه القرآن العظيم والسنة المطهرة ثم تعاطى الشرك يحكم عليه بالشرك؛ لتساهله وعدم عنايته بما أوجب الله عليه من التفقه في الدين والبصيرة، فإذا كان يدعو الأموات ويستغيث بالأموات أو بالنجوم أو بالأشجار والأحجار أو بالأصنام أو بالجن يدعوهم يستغيث بهم ينذر لهم فهذا شرك أكبر يستتاب من ذلك، يستتيبه ولي الأمر فإن تاب وإلا وجب قتله على شركه بالله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، والله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله وجهاد المشركين، فإذا كان الرجل بين المسلمين وفي بلاد المسلمين، أو بين قوم بلغهم القرآن والسنة ثم تساهل واستمر على ما هو عليه فإنه يحكم عليه بالشرك، فإذا كان يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات وينذر لهم أو يستغيث بالجن أو بالملائكة أو بالأنبياء، يقول: يا سيدي فلان، أو يا نبي الله فلان اغفر لي أو انجني من النار، أو أغثني، أو اشف مريضي، أو رد غائبي، أو أنا في جوارك أنا في حسبك، يقول هذا للميت أو للجن أو للملائكة أو لغيرهم هذا من الشرك الأكبر؛ لأن الله يقول سبحانه: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، ويقول جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:13-14]، ويقول عن المشركين وهم جهال: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18]، ويقول جل وعلا عنهم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ [الزمر:3] يعني: يقولون. (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3]، فسماهم كذبة لزعمهم أن أصنامهم تقربهم إلى الله زلفى، وسماهم كفرة بعبادتهم إياها وشركهم إياه. المقدم: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ، الفقرة الثانية في رسالة هذا السائل يقول: سماحة الشيخ! هل يعذر هؤلاء أي: يعذر عباد القبور بالجهل رغم وجود دعاة التوحيد بينهم؟ الشيخ: لا يعذرون بل يجب عليهم أن يطلبوا العلم وأن يتبصروا و يتفقهوا في الدين ويسألوا عما أشكل عليهم، هذا الواجب عليهم، فإذا سكتوا واستمروا على عبادة الأموات أو الأشجار أو الأحجار أو الأنبياء أو الملائكة أو الجن صاروا كفاراً بذلك في دعائهم إياهم وطلبهم منهم الشفاعة أو شفاء المريض أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك.

Пікірлер