صبر العراق || عبد الرزاق عبد الواحد

قصيدة صبر #العراق للشاعر العراقي #عبدالرزاق_عبدالواحد
#مختارات
=======
(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزا نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)
قالوا وظل.. ولم تشعر به الإبل
يمشي، وحاديه يحدو.. وهو يحتمل..
ومخرز الموت في جنبيه ينشتل
حتى أناخ بباب الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيض الدما جفلوا
#صبر العراق صبور أنت يا جمل!
وصبر كل العراقيين يا جمل
صبر العراق وفي جنبيه مخرزه
يغوص حتى شغاف القلب ينسمل
ما هدموا.. ما استفزوا من محار مه
ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلوا
وطوقهم حوله.. يمشي مكابرة
ومخرز الطوق في أحشائه يغل
وصوت حاديه يحدوه على مضض
وجرحه هو أيضا ناز ف خضل
يا صبر أيوب.. حتى صبره يصل
إلى حدود، وهذا الصبر لا يصل!
يا صبر أيوب، لا ثوب فنخلعه
إن ضاق عنا.. ولا دار فننتقل
لكنه وطن، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتمل
وأنه غرة الأوطان أجمعها
فأين عن غرة الأوطان نرتحل؟!
أم أنهم أزمعوا ألا يظللنا
في أرضنا نحن لا سفح، ولا جبل
إلا بيارق #أمريكا وجحفلها
وهل لحر على أمثالها قبل؟
وا ضيعة الأرض إن ظلت شوامخها
تهوي، ويعلو عليها الدون والسفل!
كانوا ثلاثين جيشا، حولهم مدد
من معظم الأرض، حتى الجار والأهل
جميعهم حول أرض حجم أصغرهم
إلا مروءتها.. تندى لها المقل!
وكان ما كان يا أيوب.. ما فعلت
مسعورة في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يدا
ما خربت واستباحت هذه الدول
هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصق المثل!
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعله
إن كان خصمك لا خوف، ولا خجل؟
ولا حياء، ولا ماء، ولا سمة
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكل
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا
هذا الفناء.. وهذا الشاخص الجلل
هذا الخراب.. وهذا الضيق.. لقمتنا
صارت زعافا، وحتى ماؤنا وشل
هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بري السكاكين إن ضاقت بنا الحيل؟!
يا صبر أيوب.. إنا معشر صبر
نغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزل
لكننا حين يستعدى على دمنا
وحين تقطع عن أطفالنا السبل
نضج، لا حي إلا الله يعلم ما
قد يفعل الغيض فينا حين يشتعل!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطنا
تبقى بمرآه عين الله تكتحل
لم تشرق الشمس إلا من مشارقه
ولم تغب عنه إلا وهي تبتهل
يا أجمل الأرض .. يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآباد والأزل
يا حافظا لمسار الأرض دورته
وآمرا كفة الميزان تعتدل
مذ كورت شعشعت فيها مسلته
ودار دولابه، والأحرف الرسل
حملن للكون مسرى أبجديته
وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!
يا سيدي.. أنت من يلوون شعفته
ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا

Пікірлер

    Келесі