40 ألفاً من الروم يندحرون أمام مئة مسلم بقيادة جنرال الإسلام خالد بن الوليد
تلكَ السيوفُ تنادي أمَّة العربِ و سيفُ خالدَ مسلولٌ بلا كذبِ
سيد حروب الصحراء بلا منازع , و أعظم و أدهى قائد حربي , هذه شهادة أعدائه فما بالك بحلفائه؟
فاتح الشام و العراق و درع جيوش الإسلام في أصعب أوقاته إبان حروب الردة.
ريحانة قريش , إذ كان يكسو الكعبة عاماً و تكسوها قريش بأسرها عاماً.
استعرضنا في المقاطع السابقة قصة إسلامه و بعضاً من مآثره و بطولاته التي تكاد لا تتسع سطورُ كتابٍ لها , و نتابع اليوم في المقطع الأخير من سيرة أبي سليمان , سيف الله المسلول.
لم يلبث خالد بن الوليد بعد خروجه من مكة استجابةً لدعاء النبي محمد صلى الله عليه و سلم له بالهداية سوى بضع شهور قبل أن يعود إلى مكة مرة أخرى وشتّان بين خالد الذي خرج و الذي عاد.
غادر خالد مكة وحيداً يحمل ذكريات صباه و شبابه و لهوه الصاخب , و عاد إليها أميراً تحت راية جيش المسلمين, لم يعد يرى في زواياها سوى ذكريات المستضعفين الذين لا زالت أجسادهم تحمل آثار تعذيب المشركين لهم , و ها هو يقف في صفهم الأول فاتحاً , مهللاً و مكبراً مع الجموع (هذا وعد الله , لا يخلف الله وعده) حانياً رأسه و شاكراً ربه على نعمته أن هداه لدين الحق.
ثقة النبي بعقل خالد و شجاعته لم تخبو برحيله صلى الله عليه و سلم , بل انتقلت إلى خليفة المسلمين أبي بكر الصديق , فكلما هبت رياح الغدر لتعكر صفو المسلمين , نادى أبو بكر لفارس الفرسان و أشجعهم خالد بن الوليد.
فما إن التحق النبي صلى الله عليه و سلم إلى جوار الرفيق الأعلى حتى نشبت نيران الفتنة و اجتمعت جيوش الضلالة و الردة , لم يكن هناك مجالٌ للتهاون , خصوصاً مع تربص الروم و الفرس و انتظارهم للحظات كهذه للانقاضاض على الامبراطورية الاسلامية التي زعزعت سلطانهم , فقسم أبو بكر الصديق الجيش إلى مجموعات و أوكل إلى كل منها مهمتها و وجهتها و ولى خالداً على رأس واحدة من كبرى المجموعات بعد أن قال له: "سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: نعم عبد الله , و أخو العشيرة خالد بن الوليد , سيف من سيوف الله سلَّه الله على الكفار و المنافقين".
و مضى خالد من نصر ألى نصر حتى وصل اليمامة و التي أعد فيها مسيلمة الكذاب أكبر جيش من جيوش الردة إذ لا تكاد ترى نهايته و احتدمت المعركة , سليل الصوارم يصم الآذان و الأرض تكتسي باللون الأحمر , اعتلى خالد ربوة قريبة و عاين المعركة بعين الخبير و قرأ رجحان كفة الأعداء و سرعان ما نادى فيالق جيشه بصوت كالرعد فأعاد تنظيمهم و سد ثغراتهم , ثم شد من أزرهم بصيحات ملؤها الحماسة جعلت الدم يغلي في عروقهم و وثبوا على أعدائهم كالأسود فمزقوا صفوفهم و نكَّسوا راياتهم حتى جعلوا يتساقطون كأوراق الخريف , بالعشرات و المئات و قُتل مسيلمة الكذاب و صلى خليفة المسلمين أبو بكر صلاة الشكر لربه عز و جل أن منحهم النصر و منَّ عليهم ببطل مغوار كخالد.
لم ينل جيش المسلمين نصيبه من الراحة حتى أتته الأوامر بالتوجه نحو العراق لقتال الفرس فلن تنعم أمة الإسلام بالاستقرار و خنجر الفرس يشحذ في العراق خاصرة الأمة فكان لا بد من ضرب الضربة الأولى.
كان خالد أستاذاً في الحرب النفسية كبراعته في ساحات الوغى , أليس هو نفسه الذي قال : "عقول الرجال على أسنة أقلامهم و ليس على أسنة رماحهم"؟
تطبيقاً لهذا بعث خالد برسائله إلى نواب كسرى و زبانيته جميعهم و فيها من الكلام ما تقشعر له الأبدان و تطأطأ له الرؤوس فيها الدعوة للإسلام و الوعيد لمن ابتغى القتال إذ قال : فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة"!
سطّر خالد بن الوليد و جيوش المسلمين أروع ملاحم الشجاعة و البطولة في العراق ليصل صدى المعركة إلى الشام و يقرع ناقوس الخطر لدى الروم و يعلموا أن دورهم قادم فأعدوا جيشاً يرعب السامع لوصفه فما بالك بالذي يراه بعينه؟ مئتان و أربعون ألفاً من جيوش الظلام تدك الأرض و تهزها تحت أقدام أشجع الشجعان , و ما إن بلغ أبا بكر الخبر حتى تبسم و قال : "لأشفينَّ وساوسهم بخالد" و سرعان ما لبى خالد النداء و توجه إلى الشام ترياقاً لوساوس الشيطان.
أعد خالد العدة , و درس تحركات عدوه كلها وسبقها بخطوة , ثم خطب في جموع المسلمين و دعاهم إلى الإخلاص في النية لله وحده فهو يوم من أيام الله! لا مكان فيه للفخر و الخيلاء.
و خرج خالد وحده أمام قائد الروم قائلاً: "نحن قوم نشرب الدماء, و قد علمت أنه لا أشهى و أطيب من دم الروم فجئنا لذلك!".
من عجائب المعركة أنها سارت كما توقعها داهية العرب , و كأنه قد رآها تجري في رأسه قبل أن تبدأ!
فلو أنه أحصى عدد ضربات السيوف بالمعركة لأصابها!
كل تقدم و كل مناورة و كل انسحاب للروم كان يقابله الحركة المضادة لجيش المسلمين , لم يترك القائد الفذ شيئاً دون أن يضعه في حسبانه ، حتى أنه خشي على بعض جنود جيشه من الفرار بعد ما سببه منظر جيش الروم من الرهبة ، خصوصاً حديثو العهد بالإسلام فكان صارماً معهم و جعل نساء المسلمين يحملن السيوف و يقفن خلف جيش المسلمين و قال لهن “من ولى هارباً فاقتلنه” فضمن بذلك واحداً من أهم عوامل النصر و هو الثبات.
رفع خالد اللواء بيمينه و اندفع مقاتلو المسلمين ككتلة من اللهب نحو الأمواج العاتية لفيالق الروم.
كان خالد في معركة اليرموك مثالاً لأصحابه و عناصر جيشه مما جعل منهم أسوداً لا تخشى الموت ، فبايعت كوكبةٌ من المسلمين عكرمة ابن أبي جهل على الموت و انطلقوا باحثين عن الشهادة قبل النصر.
#KhalidIbnAlWalid #سيف_الله #AITechnology #تقنية_الذكاء_الاصطناعي #HistoryRevived #إحياء_التاريخ #EpicJourney #رحلة_ملحمية
#التاريخ_الإسلامي #التاريخ #الحضارة_الإسلامية #تاريخ_إسلامي #الشرق_الأوسط #قصص_تاريخية #تاريخ#قصص_عربية #مقاطع_تاريخية