روابط التفاسير
تيسير الكريم الرحمن بتفسير كلام المنان، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، وهو المعروف بتفسير السعدي
ia801903.us.archive.org/20/it...
تفسير ابن كثير كاملا
archive.org/details/waq105952
مختصر تفسير ابن كثير
www.noor-book.com/كتاب-اليسير...
التفسير الميسر
archive.org/details/FPTafseerMSC
السلام عليكم،
قال بعض العلماء: ليس الشأن أن تُحب الله، لكن الشأن كل الشأن أن يحبك الله … … … فكيف يا تُرى نحصل على محبة الله تعالى؟
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين عشرة أسباب تجلب محبة الله لك … … وسأذكر كل سبب مع شرح ميسر في عشر حلقات بإذن الله تعالى
فأول تلك الأسباب قراءة القرآن بتدبر … … … كثير من المسلمين للأسف لا يقرأ القرآن إلا قليلا، حتى إذا قرأ القرآن لم يتدبر إلا قليلا.
المسلم يصلي خمس صلوات في اليوم والليلة، ويقرأ فيها أو يستمع إلى جملة طيبة من كلام الله تعالى، فكم يا ترى نصيبنا من تدبر الآيات في الصلوات؟
الفاتحة نفسها أم الكتاب، فيها معان عظيمة والله، بل هي تشتمل على كل معاني القرآن، فهل سعينا لتفهم ما في الفاتحة من المعاني، وتدبرناها؟
أما نبينا وقدوتنا وإمام المحبين لرب العالمين صلى الله عليه وسلم فكان يتدبر كلام الله تعالى أحسن تدبر.
في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت: «فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا»، قال: أمسك، فإذا عيناه تذرفان».
وخرج الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، يعني يصلي بالبقرة في ركعة واحدة.
قال: ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا، يعني بغير عجلة، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ».
هذا هو التدبر، يقرأ قراءة متأنية، ينزل معاني القرآن على قلبه، فإذا مر بآية عذاب خاف من عذاب الله، فسأل الله أن ينجيه منه، وإذا مر بآية فيها ذكر لرحمة الله رجا أن تصيبه الرحمة، فيدعو الله بها، وإذا مر بآية فيها تعظيم لله وتسبيح استحضر عظمة الله في قلبه، فانطلق لسانه بالتسبيح والتعظيم.
ثم هذه المعاني لا تبقى معه في الصلاة فقط، بل تظهر المعاني القرآنية على أفعاله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن قتادة أنه عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن، قال قتادة: فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت».
ومما يعينك على التدبر أخي المشاهد أختي المشاهدة أمران مهمان:
الأول: فهم معاني القرآن، فمن المهم جدا أن يكون بين يديك تفسير ولو ميسر، أما إن كانت لك همة وإمكانية للقراءة في كتب أكبر في التفسير فهو أفضل بلا شك.
فمن التفاسير الميسرة تيسير الكريم الرحمن بتفسير كلام المنان، للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، وهو شيخ الشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع.
ومن أفضل التفاسير على الإطلاق تفسير ابن كثير، لكنه كبير، وقد اختصره جماعة من العلماء، وأسموه: اليسير في مختصر الحافظ ابن كثير … … … ومن التفاسير المختصرة جدا التفسير الميسر، ألفه جماعة من العلماء، وطبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصاحف.
كل هذه التفاسير متوفرة على الانترنت مجانا، تجد روابطها في وصف الفيديو، فهذا الأمر الأول الذي يعينك على التدبر.
أما الأمر الثاني: هو استحضار عظمة القرآن، فهو كلام الله تعالى، أنزله إلينا رحمة بنا، ولا أعظم ولا أشرف من كلامه سبحانه، فمن استحضر هذا خشع قلبه مع كل حرف من كلام الله تعالى.
قال الحسن بن علي: «إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار».
ولهذا فإن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاز بمحبة الله تعالى بتلاوة سورة واحدة وتدبرها ومحبتها، خرج البخاري في صحيحه عن ‌عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ: «قل هو الله أحد»، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه».
وأخيرا اعلم أن الله تعالى إنما أنزل كلامه ليقرأ ويُتدبر ثم يعمل به، قال تعالى: «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»، فليس هو حروفا صماء يتخذها بعض الناس للزينة، وبعضهم للتباهي بالصوت كأنه غناء، بل هو كلام الله تعالى، المطلوب منك أن يخالط قلبك، فيغير نفسك وحياتك.
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن، الذين يقرؤونه آناء الليل وأطراف النهار، ومن الذين يتبعون أوامره وينتهون مع نواهيه، وأن يحشرنا وإياكم مع أهل القرآن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم/ محمد خليفة البوسعيدي